جاء تأهل المنتخب الأردني الشقيق إلى نهائيات كأس العالم 2026، واقتراب منتخبي فلسطين (الذي يعاني ظروفاً قاهرة)، والعراق من التأهل إلى ملحق التصفيات المونديالية لكرة القدم، ليؤكد أن كرتنا باتت غارقة في أوحال مشكلاتها التي تتجاوز المسائل الفنية.
عندما نقول: إن منتخب الأردن تأهل لكأس العالم، وإن منتخب فلسطين ومنتخب العراق ينافسان على التأهل إلى ملحق التصفيات المونديالية، في الوقت الذي يلعب فيه رجال كرتنا في ملحق التصفيات المؤهل لكأس آسيا، فإننا نعترف بعجزنا وتأخرنا حتى عن منتخبات المنطقة.. أي إننا بتنا في الصف الأخير إقليمياً وليس قارياً أو دولياً!.
طبعاً عندما ننظر لنجاح المنتخب الأردني، ندرك جميعاً سبب ذلك، إذ بدأ الأشقاء بالتخطيط منذ بداية الألفية الثانية عندما تعاقدوا مع الخبير المصري محمود الجوهري، وعندما نلحظ تطور المنتخب الفلسطيني ندرك فوراً النجاح في استراتيجية الاعتماد على اللاعبين المحترفين في الخارج بغض النظر عما تفرزه المسابقات المحلية.
هذه التجارب الناجحة إقليمياً تؤكد أن مشكلة كرتنا لم تكن يوماً في ماهية الأفراد الذين يمثلون المنتخب، ولا حتى في الإمكانيات المتواضعة التي يدركها القاصي والداني، وإنما في غياب التخطيط على المستويين المتوسط والبعيد، وإلا كنا وصلنا كأس العالم، ولاسيما مع زيادة عدد المنتخبات المتأهلة لكأس العالم وزيادة حصة القارة الصفراء من المقاعد في المونديال العالمي.
هي فرصة جديدة ضاعت على كرتنا ليبقى الأمل بتغير الحال في القادمات.