الثورة – جهاد الزعبي:
تنتج محافظة درعا نحو نصف إنتاج القطر من مادة البندورة المادة الغذائية الهامة وبتقدير يصل لنصف مليون طن يعتبر موسمها من أهم وأكبر المواسم كونها زراعة استراتيجية رئيسية توارثتها الأجيال.
محصول استراتيجي
بيّن منهل البردان رئيس الجمعية الفلاحية في طفس أن زراعة البندورة في درعا متوارثة منذ خمسينيات القرن الماضي وتعتبر من أهم المواسم الزراعية حالياً، وتغطي إنتاجية حقولها حاجة عدة محافظات ومعامل الكونسروة مع تصدير الفائض.
وأوضح المزارع زياد الربداوي أن زراعة البندورة متأصلة في حوران، وهي مصدر رزق أسرته، ويزرع مابين 30 و50 دونماً تصل كلفتها ننحو 50 مليون ليرة .
شاكياً انهيار أسعارها بشكل كبير مع بدء موسمها ولا يكاد الفلاح يسترد رأس ماله، ووصل سعرمبيع الجملة إلى نحو ألفي ليرة فقط وهذا السعر خاسر بكلّ الموازين .
غلاء الأسمدة والبذور
وأشارالمزارع أحمد شحادات إلى غلاء أسعارالبذور والأسمدة والمبيدات الحشرية، واستغلال أصحاب الصيدليات الزراعية للمزارعين في حساب الأسعار بالدولار وقت سداد الديون مطالباً توفيرالأسمدة والأدوية الزراعية ومستلزمات الزراعة عن طريق المصارف الزراعية.
وفي السياق ذاته أوضح المزارع أحمد نصيرات أن تكلفة زراعة دونم البندورة وأتعابه لا تكاد تفي بديون المحال الزراعية بسبب غلاء السماد والمحروقات وعدم كفايتها علماً أن زراعة الدونم تفوق المليون ونصف المليون ليرة وينتج نحو ١٥ طناً من البندورة.
شراء المياه وإنتاج غزير
ولفت جمال دخل الله إلى عدم كفاية مياه السدود لري جزء من الموسم بسبب تدني المخازين نتيجة قلة الهاطل المطري ولهذا يلجأ المزارعون للزراعة على الآبار لأنها أكثر ضماناً من السدود، ويلجأ المزارعون لشراء مياه الري بقيمة 70 ألف ليرة بالساعة .
ولفت مديرزراعة درعا عاهد الزعبي أن المحافظة تتميز بإنتاج مادة البندورة المشهورة بطعمها اللذيذ وشكلها الجميل وحجم الحبّة المناسب وكثافة الإنتاجية، وخططت الزراعة لنحو ألفي هكتار للعروة الصيفية والتكثيفية نفذ معظمها والمتوقع إنتاج نحو نصف مليون طن بندورة للعروتين الصيفية الرئيسية والتكثيفية.
مدير الموارد المائية بدرعا هاني عبد الله بين قلّة مخازين السدود والاستجرار للمنطقة الغربية من سدي كودنه وغديرالبستان في محافظة القنيطرة بسبب شح مخازين السدود وقلة الهاطل المطري بالتوازي مع زيادة المساحات المزروعة وبالتالي عجز مائي وصعوبة بتوفير الكميات المطلوبة للزراعة.
معامل الكونسروة
كشف أصحاب معامل الكونسروة بدرعا والبالغ عددها 30 معملاً عن التحضير لشراء البندورة لعصيرها وينتظرون استقرار الأسعار وذروة الموسم أواخر شهر تموز القادم ملتمسين توفير حاجتهم من المحروقات والكهرباء لتشغيل المعامل.
اتحاد الفلاحين يطالب وصرح رئيس اتحاد فلاحي درعا فؤاد الحريري أن الاتحاد يتابع طلبات المزارعين لدى الجهات المعنية، مبيناً الشح الكبير بمادة السماد والمحروقات، وغلاء مستلزمات الزراعة، بالتوازي مع ضرورة إيجاد أسواق لتصريف الإنتاج الزراعي وتصدير الفائض.
ودعا الفلاحون، لتوفير مياه الري صيفاً من سدود القنيطرة، وتفعيل عمليات تغذية السدود من ينابيع وادي الهريرعبرالربط الأنبوبي وإعادة الحياة لمعمل كونسروة مزيريب وجعله مجمعاً تنموياً للصناعات الزراعية، وتوفيرالأسمدة والأدوية الزراعية عبر المصارف الزراعية وتوفير المحروقات والكهرباء للآبار بسعرمدعوم، وتشكيل دائرة بالزراعة تهتم بمحصول البندورة ودعمه أسوة بالزيتون وتنشيط عمل جمعية تصدير المنتجات الزراعية.
محصول البندورة من أهم المحاصيل الزراعية ولابدّ من النظر بمطالب الفلاحين ومقترحاتهم وخاصة وأن البندورة “الحورانية” لها شهرتها على الصعيدين العربي والدولي بسبب جودتها ومواصفاتها الفريدة.