الثورة – خاص:
دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الجورجي، نيكولوز سامخارادزه، الحكومة التركية إلى أداء دورالوسيط مع الحكومة السورية الجديدة، بهدف دفعها للتراجع عن اعترافها السابق باستقلال إقليمي أبخازيا وتسخينفالي (أوسيتيا الجنوبية)، اللذين تعتبرهما تبليسي “أراضي محتلة من قبل روسيا”.
جاء ذلك خلال زيارة رسمية أجراها سامخارادزه إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث أعرب في تصريحات صحفية عن استعداد بلاده لاستئناف العلاقات مع سوريا، شريطة إلغاء اعترافها الرسمي بالإقليمين الانفصاليين، قائلاً: “طلبنا من الجانب التركي أن يساعد في فتح حوار مع الحكومة السورية الجديدة للتراجع عن الاعتراف، وحينها فقط يمكننا الحديث عن إعادة العلاقات الدبلوماسية”.
وكانت جورجيا قد قطعت علاقاتها مع نظام الأسد عام 2018، بعد إعلانه الاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، في خطوة وصفتها تبليسي حينذاك بأنها تمس بسيادتها الوطنية وتمثل خرقاً فاضحاً لوحدة أراضيها.
وكان قد أكد وزير خارجية أبخازيا، أوليغ بارتسيتس، عزم بلاده على تعزيزعلاقاتها مع سوريا رغم الضغوط الأميركية، مشيراً في تصريحات لوكالة “تاس” الروسية إلى أن أبخازيا “تمكنت من الحفاظ على علاقاتها مع دمشق رغم التحولات السياسية الكبيرة التي شهدتها خلال العامين الماضيين”، وأكد تطلع بلاده إلى فتح آفاق تعاون جديدة مع الدول التي تحترم سيادتها واستقلالها.
وتلقى الرئيس أحمد الشرع برقية تهنئة بمناسبة عيد الأضحى من رئيس جمهورية أبخازيا، بادرا زورابافيتش غونبا، عبّر فيها عن تقديره لدعم القيادة السورية لسفارة بلاده في دمشق، وأكد رغبة أبخازيا في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وسبق أن دعا السيناتورالجمهوري الأميركي جو ويلسون، رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في الكونغرس، الحكومة السورية الجديدة إلى التراجع عن اعتراف النظام السابق باستقلال الإقليمين، وكتب في منشور على منصّة “إكس” أن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية هما “جزء لا يتجزأ من الأراضي الجورجية”، مشيراً إلى أن تراجع سوريا عن هذا الاعتراف سيشكل خطوة إيجابية باتجاه الالتزام بالتحول السياسي الجديد.
تجدرالإشارة إلى أن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية تقعان ضمن الحدود الجغرافية المعترف بها دولياً لجمهورية جورجيا، غيرأنهما أعلنتا الانفصال أوائل تسعينيات القرن الماضي بدعم روسي، وتحتفظ موسكو حتى اليوم بوجود عسكري واسع فيهما.
ولا تزال الأمم المتحدة وغالبية دول العالم تعتبر الاعتراف بهذين الكيانين باطلاً قانونياً، وتعده انتهاكاً للقانون الدولي.
وكان نظام الأسد قد أعلن اعترافه بالإقليمين في عام 2018، لينضم إلى عدد محدود من الدول أبرزها روسيا ونيكاراغوا وفنزويلا وناورو.
وتبع ذلك تبادل رسمي للزيارات، حيث زار الرئيس الأبخازي دمشق في أيار 2021، كما زار وزير خارجية النظام فيصل المقداد العاصمة الأبخازية في آب 2022، بينما وصل رئيس أوسيتيا الجنوبية إلى سوريا بعد فترة وجيزة من الاعتراف الرسمي.