ثورة أون لاين: من يسعى لإنهاء ظاهرة التطرف والإرهاب في المنطقة يقوم بخطوات عملية ميدانية حقيقية أو يسعى بشكل حثيث وحقيقي على المسار الدبلوماسي، وهذان أمران تقوم بهما سورية بكل ثقة واقتدار إيمانا منها أن بقاء الأوضاع في المنطقة تراوح مكانها في دوامة الفوضى والإرهاب سيكون حالة شاذة وخطيرة على وجود المجتمعات الإنسانية التي تستظل تحت راية الدول الوطنية وتمارس حياتها الطبيعية بعيدا عن العنف والدماء والعبودية التي تظهر بشكل واضح في المجتمعات التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش.
الخطاب السياسي الغربي خصوصاً الأميركي حول الإرهاب لا يسعى لاتخاذ خطوات عملية تجاه ظاهرة آخذة في التفشي والتمدد.. هذا الخطاب المارق بات اليوم يعيش أزمة حقيقية يعترف بها القاصي والداني، حتى الداخل الأميركي على مستويات مختلفة ومهمة بات يوجه النقد اللاذع لهزلية الخطاب الأميركي تجاه إرهاب وتطرف يتنامى بشكل جنوني بفعل سياسات واشنطن العرجاء التي تكيل بمعيارين بل بمئات المعايير المزدوجة.
الترابط بين ارتفاع الإرهاب ومنسوباته لصيق ووثيق بتشجيع الغرب وحلفائه له في المنطقة، وما يجري في كثير من البلدان التي تعصف فيها الأزمات ليس سوى صراع بالوكالة بين الدول الوطنية وإرهابيين يتلقون الدعم من الولايات المتحدة وتركيا وقطر على وجه الخصوص، وفي سورية يتم الدعم على قاعدة ذر الرماد في العيون، فالحلفاء الغربيين يدعمون مجموعات متباينة ممن يسمونها "المعارضة المعتدلة" التي ينضوي تحت لوائها تنظيمات إرهابية مختلفة المشارب والألوان.
الإرهاب كان مقيداً بيد الولايات المتحدة وقد أطالت الحبل له ليسرح كيفما يحلو له، وهو اليوم يريد الإفلات والتهام كل شيء يصادفه في طريقه التي لا تعرف حدوداً، بينما تواصل واشنطن تبجحها وتنطحها بسياساتها الجوفاء واستراتيجياتها التي تندرج في جزئها الأعظم تحت ردود الفعل وصرف النظر عن تبلور التهديدات الإرهابية .
منهل ابراهيم