يعتمد نجاح أي بناء أو عمل، على البداية الصحيحة، والتخطيط السليم، والأهداف الواقعية، كي تكون النتائج مثمرة، وملبية للطموح، وهذا الأمر ينطبق على كل مجالات الحياة، ومنها الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص.
الفترة الذهبية التي عاشتها كرتنا، على المستوى الأندية والمنتخبات العمرية، كانت نتيجة عمل إدارات بعض الأندية الواعية، على قواعدها وفئاتها السنية، لتعوّض الكثير من أبجديات وحاجات العمل الكروي المفقودة لدينا، فتغلبت على ظروفها وكان نتاج عملها متميزاً، ومثالها ما وصل إليه نادي الكرامة في وصافة دوري أبطال آسيا، وفوز الجيش والاتحاد (أهلي حلب) بلقب كأس الاتحاد الآسيوي، والصورة الطيبة لنادي الوحدة في كأس الاتحاد الآسيوي، والجيش والمجد الطليعة، وغيرها ممن مثلنا في البطولات العربية.
في السنوات السابقة، ونتيجة للظروف القاهرة، انعدم الاهتمام بالقواعد بشكل كبير، وبات اللاعب الشاب الموهوب عملة نادرة، وبمجرد وصوله للفريق الأول، ينتقل من ناديه الأم لأي نادٍ آخر، لمن يدفع له أكثر ولموسم واحد فقط ؟! فخسرت كرتنا الاستقرار، وأنديتنا مواهبها.
من أفضل القرارات التي كانت مُتّخذة، ويجب العودة إليها، إلزام المواهب الصاعدة من الأندية بالتوقيع على عقود لخمس سنوات مع ناديها الأم، مما يحقق الاستقرار والفائدة للأندية التي تعبت على مواهبها، ولكرتنا ولدورينا، وهو ما ننتطره من الجمعية العمومية، واتحاد الكرة القادم، إن كان هناك إرادة حقيقية في النهوض بكرتنا من جديد.