الثورة – رفاه الدروبي:
تتميز مدينة دمشق بتنوع مدارسها القديمة، ويعود بناء أغلبها إلى العهدين الأيوبي والمملوكي، وتتصف بطابع معماري فريد، إذ كانت دمشق تضم أكثر من 100 مدرسة في القرن العاشر الهجري.
وحسب كتاب المدرسة الحافظية “مقر الجمعية الجغرافية السورية” الطبعة الأولى عام ٢٠٠١ لمؤلفه محمود عصام الميداني، تعتبر المدرسة الحافظية إحدى المدارس الأيوبية الواقعة خارج سور المدينة، أنشأتها الخاتون آرغون الحافظية سنة 648 هجري 1250م في منطقة المزرعة، تزين حديقة الميسات بناءها الأثري العتيق، إذ تحيط بها الخضرة، كان يطلق عليها سكان الحي قديماً اسم “ستي حفيظة”، اتخذتها الجمعية الجغرافية السورية مقراً لها منذ عام 1956 وحتى الآن.
كما ذكر تقرير مديرية الآثار والمتاحف أنَّ النصوص القديمة والدلائل المعمارية تشير إلى أنَّ مجموعة الحافظية كلها بنيت في حياة مؤسستها “الخاتون”، بما فيها المدخل الفريد المعروف بالأواوين الصغيرة التي تقوم إلى جوانبها أبواب، وتمت إعادة البناء إلى ما كان عليه بعد نقله من مكانه الأصلي، إذ كان يقع إلى الغرب من موقعه الحالي بنحو ثلاثين متراً تقريباً، وقال الشيخ مصطفى حربه عن المدرسة الحافظية: إنَّه كان تحت القبة ثلاثة قبور قبر آرغون الحافظية، ملكة الروم، طفل صغير.
فيما يذكر محمد بن طولون الصالحي الدمشقي المتوفي سنة /953هـ- 1546م/ في القلائد الجوهرية، ومنها التربة الحافظية والمسجد من الجهة الجنوبية جسر كحيل وشمالي التربة باتجاه الصالحية المدرسة الشبلية، ولا تزال آثارها باقية، وكانت المدرسة الحافظية موجودة في بستان للنجيب ياقوت خادم الشيخ تاج الدين الكندي واشترته آرغون الحافظية وجعلت منه تربة ومسجداً ووقفت عليه أوقافاً جيدة منها بستان “بصارو” وتوفيت سنة 648هـ- 1250م.