شعراء جبل العرب.. يعززون قيم الشعر الأصيلة لبناء مجتمع يتسع الجميع

الثورة – رنا بدري سلوم:

في ذكرى الثورة السورية الكبرى، يستعيد السوريون اليوم انتصارات الأجداد الذين ضحوا من أجل مبادئها في وحدتها، والاعتراف بدولة سورية عربية واحدة مستقلة استقلالاً تاماً.. وهو ما أكدته اليوم الدولة بتمسكها الثابت بوحدة وسلامة الأراضي السورية، مع التشديد على أن هذا المبدأ “غير قابل للنقاش أو التنازل”، وأن المشاريع التي تستهدف تقسيم البلاد أو إنشاء كيانات موازية تشكل تهديداً مباشراً للسلم الأهلي والنسيج الوطني، وأن محافظة السويداء وأبناءها يمثلون جزءاً لا يتجزأ من الدولة السورية، ورفض أي محاولات لاستغلال التنوع المجتمعي لإشعال الفتنة أو خدمة أجندات خارجية، وإن موقف دمشق الثابت يرفض أي وجود أجنبي غير شرعي على الأراضي السورية.

بدورهم نادى الأدباء السوريون بتغليب صوت العقل والحكمة ودرء الفتنة، التي أجمعت المجتمع السوري اليوم على تنديد ومواجهة الخطاب الطائفي قولاً وفعلاً، وقد بين شعراء جبل العرب في السويداء في بيان لهم- وقد آثرت صحيفة الثورة نشره- لما يمثل من قيم ورأي جمعي، حين أردنا أن نجري حواراً مع الشعراء في السويداء الموقعين على البيان، فالكثير منهم قالوا: إن البيان هو كلمتنا الفصل.

تعزيز لقيم السلام والتنوع

وقد جاء في بيان الشعراء العرب.. نبذ خطاب الكراهية الطائفية والعنف والانقسام وتعزيز قيم السلام والمحبة والتنوع: “نحن، الشعراء العرب، نرفع صوتنا في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به شعوبنا العربية، داعين إلى نبذ خطاب الكراهية والانقسام الطائفي الذي يهدّد نسيج مجتمعاتنا ويعمق الجراح بين أبناء الوطن العربي الواحد، نؤمن أن الشعر، بما يحمله من قيم المحبة والجمال والإنسانية، هو صوت الحقيقة والوحدة، وأداة للانفتاح والتعددية التي تشكل ثراء هويتنا العربية.

إننا ندين بشدة كل أشكال الاصطفاف الطائفي والمذهبي الذي يغذّي الفرقة ويمهّد الطريق للعنف والتطرّف، إن هذا الخطاب يناقض جوهر الشعر الذي نراه ملاذاً فنياً للروح، وجسراً يربط بين القلوب، وصوتاً إبداعياً حراً يعلو فوق صخب الكراهية ليزرع الأمل والتضامن والوئام والعدالة”.

وتعهد الشعراء والمبدعون في جبل العرب الأشم،” بالالتزام بنبذ المنشورات والخطابات التي تحرّض على الانقسام الطائفي أو العنف بكل أشكاله، سواء كان لفظياً أو مادياً.. ملتزمين بتعزيز قيم الشعر الأصيلة التي تنتصر للمحبة والسلام والتنوع، وتسعى إلى بناء مجتمعات متماسكة تتسع للجميع”.

وقد جاء البيان لتعزيز الوحدة والتسامح، والتصدّي لكل ما يهدّد استقرار المجتمع وإنسانيتنا المشتركة، خاتمين بالقول: لنكن معاً صوتاً للضمير الإنساني، ولنحمل شعلة الشعر لنضيء دروب المحبة والأمل.

الوطن للجميع

المخرج والشاعر علي العقباني من الشعراء الذين وقعوا على بيان شعراء جبل العرب، وفي تصريحه لـ”الثورة” قال: لم يفق الشعب السوري من فرحة سقوط نظام الأسد المخلوع وهروبه يوم 8/12/2024، وتفاؤل الشعب الباحث عن الحرية والكرامة والديموقراطية والحياة الكريمة بمستقبل جديد يزيح عن كاهله آلام وعذابات وسنوات طوال من الحرب والتشرد والموت، حتى عاش اليوم مرحلة محكومة جملة من المخاطر والمهمات الكبرى ومنها تعزيز السلم الأهلي والعيش المشترك في ظل العدالة الانتقالية، والأعباء الاقتصادية وغيرها، تتطلب هذه المرحلة من القوى السياسية والمنظمات المدنية والاجتماعية والوطنيين السوريين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم ومرجعياتهم، استلهام روح وفكر الآباء المؤسسين لسوريا، قادة الثورة السورية الكبرى، الذين تساموا عن انتماءاتهم الضيقة، القومية والدينية والطائفية والعشائرية، وحتى السياسية والإيديولوجية، واتحدوا تحت الشعار الوطني الجامع: “الدين لله والوطن للجميع”، وهو شعار ربما يرفضه البعض.

ويشير العقباني إلى أن العنوان الرئيسي للسلم الأهلي هو بناء الثقة بين المواطن والدولة من خلال ذلك العقد الاجتماعي الذي يتم من خلاله قيام الدولة بمهامها في الأمان والحماية والتشاركية في الحكم والكرامة الإنسانية من خلال تقديم الخدمات والاحتياجات الضرورية للناس، والخروج من العصبيات القبيلة والعقائدية التي يفرضها البعض.

إنَّ الذهاب نحو بناء دولة عصرية مدنية مهمة صعبة تتطلب تضحيات وأفعال وتشارك تبدأ من إعادة إعمار الإنسان قبل إعمار الدمار وصولاً إلى دولة مدنية جامعة خارج الانعزال والتقسيم والقتل عبر شعارات قادمة من قرون خلت مشبعة بروح الانتقام ورائحة الدم والموت.

سردية وطنية مشتركة

يقول الناشط الاجتماعي سلمان كاتبة: رغم الألم العميق الذي نعانيه نتيجة الأحداث الدامية التي أدت إلى قتل الأبرياء- لا نفرق في الدم السوري- تبرز ضرورة التفكير بعقلٍ بارد، فلا سبيل للخروج من عنق الزجاجة سوى بتجاوز الخطاب الطائفي الذي يهدد الجميع، إذ يقدم كل طرفٍ سرديّته الخاصة، ويُواجَه الخطاب الطائفي بخطاب طائفي مضاد، ما سيقودنا جميعاً إلى التهلكة.

أمام هذا الوضع، فإن النخب المدنية السورية اليوم مدعوة لصوغ سردية وطنية مشتركة، تقرأ الحدث وتؤسس لحلول واقعية، سردية تحاول، بموضوعية، الإجابة عن سؤال: ما الذي أوصلنا إلى هذه الهاوية؟ وتسلّط الضوء على التاريخ المشترك لأبناء المنطقة الواحدة، وتُقرّ بضرورة محاسبة كل من ارتكب أعمالاً إجرامية من قتل، وحرق، ونهب، كما ترفض أي استقواء بالخارج، وتدين في الوقت نفسه التجييش الطائفي، والاستقواء بمكوّنٍ وطني في مواجهة مكوّنٍ وطني آخر، وهنا يكمن وظيفة الدولة كي تستعيد دورها كدولة، وبرأي أن تُبادر بإطلاق مبادرة وطنية تفك الحصار عن السويداء، وتفتح طرقاً آمنة لإيصال المساعدات، وتجبر الضرر، وتطلق حواراً ليس فقط على مستوى السويداء، بل على المستوى الوطني.

المطلوب اليوم، وبشكلٍ ملحّ، إعادة هيكلة مؤسسات الدولة، وليس فقط المؤسسة العسكرية وحتى نصل إلى ذلك، لا بد من إحياء الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي على غرار المؤتمر التأسيسي الأول الذي انعقد في القدس عام ١٩١٩ برفض تقسيم سوريا، وأن يبقى منعقداً حتى التوصل إلى مشتركات وأسس الدولة الجديدة بتوافق مجموع السوريين.

آخر الأخبار
ليس مشروع إعمار فقط   بل إعلان عودة التاريخ العربي من بوابة دمشق  تسهيل لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة بدير الزور تعزيز الطاقة المتجددة والربط الكهربائي في زيارة الوزير البشير لمحطة سدير السعودي سوريا تطلق خطة طموحة لإعادة هيكلة قطاع الطيران وتطوير مطار المزة كمركز للطيران الخاص تعديلات جديدة على النظام الانتخابي ومجلس الشعب القادم بـ210 مقاعد اتفاقية استراتيجية بين سوريا والسعودية لتعزيز التعاون في الطاقة وفتح آفاق التكامل الإقليمي نقطة طبية في جدل بدرعا لخدمة المهجرين من السويداء 1490 مريضاً استقبلتهم العيادة الأذنية في مستشفى الجولان الوطني تأهيل مدرسة سلطان باشا الأطرش في حلب قرار حريص على سلامة الطلاب..  تأجيل امتحانات الثانوية في السويداء  عشرة أيام وحارة "الشعلة" في حي الزهور بلا مياه .. والمؤسسة ترد  الأردن يجدد التأكيد على أهمية الحفاظ على سيادة و استقرار سوريا   مظاهرة حاشدة في باريس تنديداً بالعدوان الإسرائيلي ورفض التقسيم إزالة 32 مخالفة تعدٍّ على خطوط مياه الشرب في درعا "الجبهة الوطنية العربية" تقدم مساعدات طبية إسعافية لصحة درعا وزير الإعلام من حلب: إعادة هيكلة الإعلام الحكومي.. وعودة الصحافة الورقية منتصف أيلول  خطة عاجلة لتأمين الاحتياجات الأساسية بدرعا للمهجرين من السويداء متابعة الخدمات الصحية المقدمة في المركز الطبي بقطنا صحيفة الرياض: استعادة سوريا لمكانتها العربية ضرورة وليس خياراً مناشدات لتخفيض أسعار الأعلاف بعيداً عن تحكم التجار.. الشهاب لـ"الثورة": نعمل على ضخ كميات كبيرة في ا...