الثورة – وعد ديب:
في عالم الاقتصاد.. يقال: “إذا رأيت منتجاً مجانياً فاعلم أنك السلعة”، تكاد تكون المقولة صحيحة، لأن الهدف الرئيسي للتجار وأصحاب الشركات هو الربح وزيادة رأس المال.
ومن هنا يتم اللعب على الترويج والتحكم بلفت الانتباه بكلمة مجاني، وخاصةً إذا كان الجمهور يعيش حالة تردٍ معيشي واقتصادي عن طريقة اقتناء المنتج واستهلاكه، وكيف يمكن أن نقدم للمستهلك الوعي في الابتعاد عن المغريات عند الترويج لسلعة ما؟
هذه الطروحات وغيرها، أجابت عليها الخبيرة في القضايا التنموية والاقتصادية الدكتورة سلوى شعبان في حديث لـ”الثورة”: إن المقصد الأساسي الذي يكمن من وراء هذه المقولة، أو ما يجري على أرض الواقع في بعض الأحيان، هو الترويج لمنتج ما بالدعاية المجانية بغض النظر عن مصلحة المستهلك، إذ يتم الانتشار والتناول للمنتج بسرعة وبكميات كبيرة مجانية بعيداً عن الجودة، والاستفادة لاحقاً من معلومات المستهلكين المربوطة بدخولهم لصفحات مروجة أو ضمن مولات أو محلات توزع المنتج المجاني، وبالنهاية فإن المستهلك هو من روّج واستهلك وتحدث عن المنتج دون دفع مبالغ إعلانية كبيرة من قبل الشركات.
وعن سلبيات وايجابيات التسويق وكيفية اختيار السلعة، نوٌهت بأنه انطلاقاً من عملية التسويق فإننا نتعرف على السلبيات التي تورط المستهلك ببضائع، وسلع هو ليس بحاجة إليها معظم الأوقات وقد تنافس تلك السلع سلعاً ذات جودة عالية ومطلوبة كثيراً لكن بأسعار عالية، هنا تؤثر على المبيع لهذه السلع.
كما أن إيجابيات التسويق تتضح بالكميات التي تباع والأموال التي تجنى والبضائع التي تصل ليد المستهلك الذي قد غفل عنها لولا تسويقها بطرائق جذابة، وأما كيف يتم اختيار السلعة، بحسب الخبيرة التنموية، فإن الموضوع سهل وحسب الأولويات بالحاجة إليها ومعرفة كل المعلومات حولها كطريقة التركيب والحفظ والتغليف والنقل والمدة الزمنية للاستهلاك والآليات والتقنيات المستخدمة، خاصة الغذائية والتجميلية والطبية، وهل هذه السلعة عليها طلب، وإن كانت تفي بالغرض المطلوب من دون الالتفات إلى الحملات الإعلامية والمبالغ المهدورة؟.
ثقافة التسوق
وبينت أنه اليوم نحن بحاجة لامتلاك ثقافة التسوق لأنها ضرورية ومهمة في حياتنا، لنحصل على أفضل المنتجات والخدمات في عملية الاستهلاك اليومي للسلع، ومعرفة وامتلاك المقدرة على الاختيار الأفضل للمواد دون وقوعنا ضحايا التسويق السلبي وعمليات الغش والكذب بعمليات الجذب المستخدمة والإقناع المتاحة.
وبحسب الدكتورة شعبان، فإن التسوق يحتاج لوعي ومهارة وتخطيط وإحساس بالمسؤولية، فالمستهلك هو صانع القرار وقد يفرض السعر ضمن عملية التفاوض من وراء فهمه للتسوق وحيثياته.
كما أن المغريات كثيرة ومختلفة وتكاد عملية جذب وإغراء للمستهلك تصبح خطيرة ترغمه وتحفزه لشراء واقتناء سلع ومنتجات ليس بحاجتها (كربّة بيت تعرض عليها بائعة جوالة مروجة لمواد تجميلية ومعها هدية إضافية مجانية) تشتري بحيل وإغراءات، وقد تكون ضارة لبشرتها وتم تغيير تاريخ الصلاحية مثلاً، وكأي مستهلك ٱخر قد يشتري سلعاً بطريقة اندفاعية مع مغريات وهو لا يحتاجها، هنا يكون قد هدر أموالاً يحتاجها في أمر ٱخر وتورط بهدرها لمنتجات لا تفيده ولا تنفع، أو لمجرد الرخص أو ماشابه ذلك.
بضائع مكدسة
متابعةً: إن الهدف من الترويج للمنتج هو بيع أكبر كمية ممكنة والتخلص من بضائع مكدسة في المستودعات، وإفساح المجال لمنتجات جديدة بنفس الخطط التسويقية والخدع المستخدمة.. إضافة لتوسيع رقعة المشتريات من قبل المستهلكين، أي نشر العدوى الشرائية وزيادة عدد المستهلكين ورفع شهرة سمعة الشركات ومسموعيتها وضمان الانتشار الجغرافي.
وتقترح الخبيرة في الاقتصاد حلولاً لتفادي المغريات عند شراء المنتج، منها زيادة الوعي الشرائي، وعدم الانسياق التلقائي وراء منتجات بلا جدوى وفائدة، ويجب أن يكون هناك توعية مجتمعية وصحية من قبل الجهات المختصة لتبيان الهدف الحقيقي من إغراءات التسويق.
وهنا، والكلام لشعبان، عند وجود سعر منخفض علينا توخي الحذر من ذلك ومن تركيبة المنتج وجودته الاستهلاكية، فصحة العائلة والمستهلكين لا يضاهيها بالأهمية شيء، والمنتج الجيد وحده يأخذ الشهرة والانتشار بسبب سمعته الجيدة ومنافسته الشريفة، علينا قراءة كل المعلومات المكتوبة والمرفقة بالسلعة، والبحث عن منتجات شركات لها سمعتها بالأسواق التجارية على مدى سنين، ولن ننسى أن الإغراءات هدفها زيادة المال وتسويق بضائعها مهما كانت النتائج.