أطفال المخيمات يختنقون في موجة الحرّ.. صيف قاسٍ في خيام لا ترحم

الثورة – سيرين المصطفى:

تشهد سوريا موجة حر شديدة تعيق الحياة اليومية للسكان، ويُعدُّ الأطفال، خاصة في مخيمات النزوح، من أكثر الفئات تأثراً.

ففي مخيمات شمال غربي سوريا، التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، يعاني الأطفال تحت أشعة الشمس الحارقة، حيث يتصبب العرق من وجوههم، وتظهر علامات الإرهاق على ملامحهم الصغيرة.

بشرتهم اسمرّت من الشمس، وعيونهم تترقب نسمة هواء. بعضهم يجلس في أوعية ماء، بينما يرشهم أهلهم بالماء أو يضعون مناشف مبللة على رؤوسهم للتخفيف من حرارة القيظ.

ومع ذلك، يواجه الأطفال مخاطر جسدية ونفسية، في ظلّ عجز الأهالي عن إيجاد حلول فعّالة لتخفيف معاناتهم.

صعوبات يومية قاسية

تعاني معظم الخيام في مخيمات النزوح من غياب أدنى وسائل التهوية، حيث يحرم الوضع الاقتصادي المتدهور معظم العائلات من الكهرباء أو المراوح.

في ظل هذه الظروف القاسية، يصبح الماء البارد وقوالب الثلج الخيار الوحيد المتاح للتخفيف من وطأة الحر.

يتشارك الأطفال النوم في خيام خانقة تفتقر إلى أي وسيلة تكييف، مما يزيد من معاناتهم اليومية.

لا يجد الأهالي سوى الصبر المفروض كملاذ أخير أمام ارتفاع درجات الحرارة، بينما تواجه العائلات صعوبات جمة في توفير بيئة مريحة تحمي أطفالهم من القيظ الشديد، مما يفاقم التحديات الجسدية والنفسية التي يواجهونها.

المخاطر الجسدية تتفاقم

يتعرض الأطفال في مخيمات النزوح لمخاطر صحية جسيمة، مثل ضربات الشمس، الجفاف، والطفح الجلدي، نتيجة نقص المياه الصالحة للاستخدام وقلة فرص الاستحمام.

كما تتفاقم حالات الإسهال بسبب فساد الأغذية الناجم عن غياب وسائل التبريد، مما يزيد من معاناة الأطفال ويعرضهم لمضاعفات صحية خطيرة في ظل الظروف المناخية القاسية وانعدام الإمكانيات.

تأثير نفسي سلبي

موجة الحرّ لا تؤثر على الأطفال جسدياً فحسب، بل تثقل أرواحهم وتخنق فرحتهم.

الانزعاج المستمر، البكاء المتواصل، قلة النوم، وفقدان الحيوية والنشاط هي علامات واضحة للضيق النفسي الذي يعانونه يومياً. تُسحق طفولتهم بين لهيب الشمس الحارقة وضيق الخيام الخانقة، حيث تفتقر هذه البيئة القاسية إلى أي متنفس يعيد إليهم إحساس الطمأنينة أو يخفف من وطأة معاناتهم.

أهالٍ يصارعون بعجز

يبذل الأهالي جهوداً لحماية أطفالهم من الحرّ بإسقائهم الماء، توفير الظل بالأقمشة، والحد من حركتهم في ساعات الذروة.

لكنهم يواجهون ظروفاً قاسية تفوق طاقتهم، مع غياب الدعم المستمر والحلول الجذرية، مما يزيد من تحدياتهم في ظل نقص الموارد والبنية التحتية بالمخيمات.

دعوات ملحّة للإغاثة

يشدد ناشطون على ضرورة استجابة إنسانية عاجلة لمواجهة هذا الوضع، من خلال توفير وسائل تهوية، مياه باردة، ومواد عزل حراري للخيام، أو نقل العائلات إلى بيئات أقل قسوة.

فاستمرار العيش في المخيمات وسط ارتفاع درجات الحرارة يعرض حياة الأطفال لخطر مباشر، مما يتطلب تدخلاً فورياً لتخفيف معاناتهم وحمايتهم من المخاطر الصحية والنفسية الناجمة عن هذه الظروف القاسية.
أطفال المخيمات يواجهون حرّ الصيف القاسي باحتياجات بسيطة: ماء نظيف، ظل يقيهم الشمس، وهواء يخفف عنهم.

صمودهم في هذه الظروف الصعبة يعكس عزيمتهم، لكن معاناتهم صرخة صامتة تدعو العالم للتحرك السريع، لتوفير الدعم الضروري وحماية طفولتهم من وطأة هذا الواقع القاسي.

آخر الأخبار
مع اقتراب موسم قطاف الزيتون.. نصائح عملية لموسم ناجح "جامعة للطيران" في سوريا… الأفق يُفتح بتعاون تركي "التربية والتعليم" تعلن آلية جديدة لتغيير أسماء بعض المدارس مدارس حلب تستقبل طلابها بحلّة جديدة الشرع يلتقي ملك إسبانيا ورئيس الوزراء الهولندي في نيويورك "حقائب ولباس مدرسي".. مبادرة أهلية تخفّف أوجاع العام الدراسي تطوير البرامج الإنسانية والتنموية في حلب  أونماخت: مشاركة سوريا بالأمم المتحدة تفتح الباب لمرحلة جديدة  وزير الصحة يفتتح مركز معالجة الأورام السرطانية في درعا  تراجع إنتاج الزيتون في حماة بنسبة40 بالمئة بسبب الجفاف  هل حققت "مهرجانات العودة للمدرسة" الجدوى والهدف؟  الحوكمة في سوريا.. ركيزةٌ غائبةٌ لريادة الأعمال وفرصةٌ لمستقبل زاهر  إدلب تستعيد نبضها.. مبادرة "الوفاء لإدلب" تكتب فصلاً جديداً  التعليم المهني.. جسرٌ نحو المستقبل وفرص الحياة الواعدة  الخطاب الرئاسي يؤكد أن سوريا تنتمي لمناضليها في الداخل والخارج  باحث سياسي : خطاب الشرع يؤسس لمرحلة من التعافي و النهوض والانفتاح  تعهد ترامب الحازم ..هل سيمنع نتنياهو من ضم الضفة؟ "النشرة الضوئية"..  فجوة تضع المواطنين بمواجهة منتحلي الصفة الأمنية موقع فرنسي: إسرائيل تفتعل الفوضى الأمنية في سوريا تكريم المؤسسات الفاعلة في ختام مشروع بنيان 3