معرض دمشق الدولي.. بين الفرح الجماعي وآمال الاستثمار

الثورة – سعاد زاهر:

معرض دمشق الدولي ليس مجرد فعالية اقتصادية أو تجارية، بل هو تظاهرة اجتماعية وثقافية تحمل في طياتها رمزية كبيرة للسوريين. ففي دورته الثانية والستين، بدا واضحاً أن الإقبال الجماهيري الهائل تجاوز حدود الفضول التجاري، أو الاطلاع على المنتجات، ليشكل حالة من الفرح العام والالتقاء الاجتماعي، إذ اجتمع الزوار من مختلف المحافظات وحتى من دول الاغتراب ليشاركوا في هذا الحدث .وفي لقاءاتنا مع عدد من الزوار، تتكشف أبعاد متعددة للتجربة، من بهجة اللقاء الإنساني إلى آمال الاستثمار والتطور، مروراً بالتطلعات الشبابية لمستقبل أكثر إشراقاً.

نزهة وتجربة

يصف محمد سعيد، وهو طالب جامعي شارك في تنظيم المعرض، المشهد بقوله: الإقبال هائل، والناس سعداء، كأنهم يأتون إلى نزهة عائلية.بالنسبة له، لم تكن التجربة مجرد مشاركة تنظيمية، بل مدرسة عملية في كيفية التعاطي مع الناس بديناميكية، مؤكدا أن كل جناح يحمل طابعه الخاص، وأن التعامل مع الزوار رغم الأعداد الكبيرة كان ميسراً. هذا الانطباع يتكرر لدى إيمان جمعة خريجة كلية الشريعة، التي لم تأتِ لشراء منتجات، بل لتعيش أجواء اللمة الاجتماعية، تقول: لفت نظري الراحة النفسية والسعادة في عيون الناس، آتي من أجل هذه الفرحة في عين الناس، ترى أن المعرض مساحة للأمل، حيث يتلاقى الجميع على المحبة والشعور بالمساواة، وكأنه عيد جماعي يمدّ الناس بطاقة متجددة.

المعرض في عيون المغترب

يحمل المعرض بعداً خاصاً لدى السوريين العائدين من الاغتراب، ومنهم عبد الرحمن القادري، طالب الطب المقيم في السعودية، اختار توقيت زيارته لسوريا ليتزامن مع انعقاد المعرض، وأول جناح قصده كان الجناح السعودي الذي لقي إقبالاً جماهيرياً لافتاً، يصف التجربة بالقول: أعجبت جداً بالتنظيم، وكأنهم يحتفون بالمنتج السعودي والمستثمر السعودي، لكنه لم يخفِ انزعاجه من ملاحظة سلوكيات سلبية مثل رمي القمامة خارج أماكنها. أما قاسم بسام العبد، فقرأ في حضور الجناح السعودي وما يحمله من رمزية مؤشرات مهمة على اهتمام المستثمرين بالوجود في سوريا، معرباً عن أمله أن تسهم هذه الاستثمارات في توفير فرص عمل وتحسين الأوضاع الاقتصادية.

أمل الشباب وتطلعات المستقبل

الشباب الجامعي كان حاضراً بقوة، ليس فقط كزوار وإنما كصوت يتطلع إلى المساهمة في إعادة بناء المستقبل، عبد الرحمن الملك، يرى أن المعرض نافذة على التطور الممكن لسوريا وهو بمثابة فرصة للأجيال الجديدة كي تهيئ نفسها لدخول سوق العمل بجدية. أما محمد الجدي، فشدّه الجانب العمراني، حيث توقّف مطولاً عند الأفلام التي عرضت الرؤية المستقبلية لمشاريع التطوير العمراني، معتبراً أن هذه الخطط تعكس أفقاً واعداً يجب أن يكون للشباب دور فيه. في المقابل، تشير نور إبراهيم- خريجة الفنون الجميلة، إلى أن الحضور الجماهيري بحد ذاته يعكس تعطش الناس إلى الفرح والانخراط في أجواء عامة مختلفة، مضيفة: نأتي مع أصدقائنا نقطع هذه المسافة كي نستمتع بكل شيء. لم يقتصر المعرض على الأجنحة الاقتصادية أو التجارية، بل شكّل مساحة فنية وثقافية، كما رأت فردوس زهر الفاضل التي أعجبت بالمسرح والفنون الشعبية والفعاليات الثقافية، واعتبرتها إضافة مميزة ترفع من قيمة الحدث. بينما وجدت ماريا دياب وأماني الخضري متعة خاصة في التجول بين أجنحة السيارات وسوق البيع، إلى جانب الاستمتاع بالأجواء الاجتماعية التي تجمع بين الناس.

بين الأمل والواقع

تتقاطع شهادات الزوار عند نقطة مركزية، المعرض أكثر من مجرد حدث اقتصادي، إنه مساحة تمنح الناس إحساساً بالفرح والانتماء، يقول حسام العبد: “أصبح لدينا أمل، نمشي في المعرض ونشعر بقيمتنا وأهميتنا، نشعر أن كل شيء يمكن أن ينعكس علينا بالخير”..

هذا الأمل هو ما جعل المعرض بالنسبة لكثيرين جمعة فرح تتجاوز حدود العرض والطلب لتلامس حاجة السوريين العميقة لاستعادة الحياة الطبيعية.الدورة 62 من معرض دمشق الدولي لم تكن مجرد منصة للترويج للمنتجات أو عقد الصفقات، بل شكلت انعكاساً لحياة الناس وتطلعاتهم، من الفرح الاجتماعي إلى الأمل في الاستثمارات، ومن حضور المغتربين إلى طاقة الشباب، بدا المعرض مرآة تعكس واقع السوريين بما فيه من تحديات ورغبة في التجاوز.وفيما تبقى بعض الملاحظات التنظيمية بحاجة إلى معالجة، فإن الرسالة الأوضح من أصوات الزوار هي أن المعرض بات موعداً سنوياً للفرح، ولإعادة اكتشاف معنى الجماعة والأمل بمستقبل أكثر إشراقاً.

آخر الأخبار
مؤتمر "سكريبت" في حلب.. صناعة محتوى وطني في عصر التأثير الرقمي تظاهرات بروكسل.. صرخة لوقف "مشروع تدمير الأوطان" من قبل وكلاء النظام الإيراني  وزير المالية يعلن فتح صفحة جديدة لملف القروض المتعثرة تعزيز التعاون بين وزارتي التربية في سوريا وتركيا الأمن الداخلي بريف دمشق يحبط عملية تهريب أسلحة إلى مناطق “قسد” الداخلية ترحب بتقرير "العفو" الدولية حول الأحداث في السويداء بينهم "المخلوع".. فرنسا تصدر 7 مذكرات توقيف ضد مسؤولين من النظام البائد مدخل دمشق الشمالي.. أرصفة جديدة وتنظيم مروري لتحسين الانسيابية محافظة دمشق: معالجة الانحدارات وتعزيز السلامة الانشائية في "مزة 86" بعد ترميمه بحجر اللبون.. عودة المشاة إلى شارع الأمين أردوغان: لن نترك سوريا وحدها وسنقف إلى جانبها دائماً سوق البيع في المعرض..إقبال على الغذائيات والشركات الصاعدة نحو الواجهة "غلوبال بيس ميشن" الماليزية..من الإغاثة الطارئة إلى دعم التنمية المستدامة في سوريا وزير المالية: خطوات جديدة لتحسين صرف رواتب المتقاعدين "الذرية" تعثر على آثار يورانيوم في موقع بدير الزور وتؤكد تعاون دمشق الجوز في طرطوس.. بين مشقّة الجني وغلاء الأسعار هل تقدم قمة "شنغهاي" نموذجاً جديداً للعلاقات الدولية محوره الصين؟ تحسين التغذية الكهربائية في دوما سوريا وإيطاليا.. تعزيز مسار العلاقات والتواصل لخدمة المصالح المشتركة تخفيضات تصل إلى 40بالمئة.. إقبال كبير على بازار "عودة المدارس" في طرطوس