الثورة – رانيا حكمت صقر:
في أروقة معرض دمشق الدولي، يتجلى التاريخ السوري العريق من خلال عرض نابض بالحياة، يقدمه قسم التراث الحي ضمن جمعية التراث اللا مادي، إذ تتلاقى الحكايات القديمة مع الحاضرعبر صوروفيديوهات ووثائق تحكي قصة وطن غني بتراثه الإنساني والثقافي.
هذه المشاركة تأتي لتؤكد على أهمية المحافظة على القيم والتقاليد السورية، وتجعلها حيّة في ذاكرة الأجيال القادمة، وسط حضور محلي وعالمي يزور المعرض ليستنير ويستنشق عبق الحضارات.
تحدثت منظمة التنمية السورية شيرين نداف لصحيفة الثورة المشاركة بمعرض دمشق الدولي، وعن جهود جمعية التراث اللامادي ضمن منظمة التنمية السورية، التي تنشط في عدة قطاعات تخدم المجتمعات التنموية في سوريا: إن قسم التراث الحي يسعى للحفاظ على التقاليد والعادات والموروث الثقافي السوري، مؤكدة أن الجمعية تعرض في المعرض صوراً حصرية لمولوية إدلب “المولوية”، بالإضافة إلى فيديوهات توثيقية لعناصر التراث الإنساني التي أدرجتها سوريا على قوائم منظمة اليونيسكو.
وأشارت نداف إلى بعض من الكنوز التراثية، التي تم تسليط الضوء عليها في المعرض، منها التراث المادي مثل صابون الغار والوردة الشامية، إضافة إلى مجموعة نفيسة من الوثائق التي تؤرخ لعودة السوريين إلى جذور تراثهم الأصيل، وهي بمثابة جذور ثقافية تبحر بالزائرين في أعماق هويتهم الوطنية.
تشكل مشاركة جمعية التراث اللا مادي في معرض دمشق الدولي نافذة فريدة تعكس أهمية إحياء الكنوز الثقافية التي تميز سوريا عن غيرها، إذ تتيح للزوار من داخل البلاد وخارجها الفرصة للتعرف عن قرب على أصالة التراث السوري الغني والمتنوع، وتدعوهم للاستمرار في الحفاظ عليه والدفاع عنه من الاندثار.
ويلعب هذا المعرض دوراً مركزياً في تعزيز الوعي بقيمة التراث الثقافي، كونه حلقة وصل بين الماضي والحاضر، ويشجع على فتح نقاشات هادفة حول طرق حفظ هذا الإرث الغني ونقله للأجيال المستقبلية.
كما تسهم مثل هذه الفعاليات في تعزيز الهوية الوطنية والثقافية وسط التحديات التي تواجه سوريا، لتثبت أن الذاكرة لا تموت طالما هناك من يحرسها ويُحييها.
إن جامع التراث اللا مادي من خلال هذا الجهد المتميز يبعث رسالة قوية أن التراث السوري هو أحد أركان قوة الوطن وتاريخه العريق، ويظهر للعالم أن سوريا قادرة ليست فقط على الصمود، بل على إبراز جمال وتراث حضارتها الثرية.