الثورة – رنا بدري سلوم:
الثقافة الجمعية تعني الثقافة المشتركة بيننا، والتي تهدف إلى تقديم أنشطة وبرامج مختلفة، ولعل معرض دمشق الدولي هو مرآة هذه الثقافة وحاملها لأنها وببساطة تشكّل مضمونها العام والخاص في آن، وأهمها الانتماء للمجموعة وترسيخ القيم الفكرية الايجابية وتوثيق الروابط الاجتماعية، إضافة إلى إنماء الحركة الفكرية، وتعزيز الإبداع في البرامج الثقافية والفنية المقدمة.
صحيفة الثورة رصدت آراء المثقفين والزوار لمتابعة أصداء المعرض على الحالة الاجتماعية وتعزيز ثقافة تقبّل النقد البناء ورسم رؤى جديدة لآمال واعدة.
نجاح مضمون
تابع المعرض يومياً، ومن باب النقد البناء التقيناه، باعتباره أحد منظمي الأجنحة في المعارض التخصصية في سوريا، المتابع لشؤون المعارض منذ أكثر من عشر سنوات، وديع فايزالشماس، كما وصف نفسه في حديثه معنا، في إطار متابعتنا لمعرض دمشق الدولي بدورته الثانية والستين ورصدنا آراء المثقفين والمهتمين بهذا المعرض والوصول إلى انطباعات وأصداء نحتفظ بها لتدارك سلبياتها في المعارض الدولية القادمة.
شاركنا الشماس انطباعاته حول فعاليات هذا الحدث الاقتصادي والثقافي البارز، مبيناً الجهود الواضحة التي بذلت لإنجاح هذه الدورة، فالمعرض اليوم يعدّ واجهة اقتصادية هامة لسوريا على مستوى المنطقة والعالم، وافتتاحه بهذا الحجم وهذه المشاركة الواسعة يؤكد أن دمشق لاتزال قادرة على استقطاب الاهتمام الدولي والإقليمي.
أشار الشماس إلى أن أبرز الجوانب الإيجابية في المعرض هو وجود أجهزة “السكنر” لتفتيش الزوار ما عززالشعور بالأمان والثقة، إضافة إلى التصاميم الفنية المميزة على واجهات الأجنحة، التي انسجمت مع روح الحضارة العربية وقدّمت صورة راقية أمام الضيوف، كما برز الاهتمام الكبير من بعض الأجنحة بالديكور الداخلي، بحيث باتت تضاهي أهم الأجنحة في المعارض الدولية، كذلك لا يمكن تجاهل حجم المشاركة الكبير من الشركات المحلية، التي تجاوزت 800 جناح للمرة الأولى، وهو مؤشر على تنامي الحراك الاقتصادي في البلاد.
نتجاوزها مستقبلاً
وعن الملاحظات أو النقاط السلبية التي تحتاج إلى معالجة مستقبلاً، وتحسين الأداء في الدورات المقبلة، هو غياب الموقع الإلكتروني التفاعلي الذي يساعد الزوار على التعرف على مواقع الأجنحة والشركات المشاركة بسهولة، وهو ما تسبب بحيرة للكثيرين ممن التقيت بهم، كذلك برزت الحاجة إلى شاخصات دلالة واضحة داخل المدينة لتوجيه الزوار.
كما تمنى تخصيص ثلاثة أيام على الأقل لرجال الأعمال والزوار الاختصاصيين، لتتاح لهم فرصة مريحة لمناقشة نوعية المنتجات والتعاقد بعيداً عن الزحام، أما عن الدخول والزحام فأشار إلى أنه لوحظ انتشار القمامة في أماكن غير مخصصة لها، كذلك واجه الزوار ازدحاماً كبيراً في مواقف السيارات، إذ فاقت الأعداد الطاقة الاستيعابية للمكان، المرآب الخارجي كان ترابياً وغير مزفت ما سبب غباراً مزعجاً، وكان من الأفضل أن يكون مؤهلاً بشكل أفضل، إضافة إلى ذلك، لاحظت أن بعض المواقف كانت مأجورة من شركات خاصة بمبلغ يصل إلى عشرين ألف ليرة، رغم أن الدخول إلى أرض المعرض كان مجانياً، وهذا يخلق نوعاً من التناقض غير المحبب.
ورغم هذه الملاحظات، يختم شماس بالقول: لا شك أن معرض دمشق الدولي يظل الواجهة الحضارية لسوريا، وقد لمسنا الأثر الثقافي والاجتماعي الإيجابي في تفاعل الزوار مع الفعاليات المختلفة، سواء عبر الأجنحة المتنوعة أم عبر أماكن الترفيه المخصصة للأطفال، وأيضاً من خلال الأجنحة المخصصة للبيع المباشر.. ما تحقق في هذه الدورة خطوة مهمة ستفتح المجال لمزيد من التطوير في المستقبل.