من الزيت المستعمل إلى الوقود عالي القيمة..ابتكار في “دمشق الدولي”

الثورة – جاك وهبه

يشكّل معرض دمشق الدولي هذا العام فرصة استثنائية لإبراز الابتكارات الصناعية السورية وتعزيز فرص الاستثمار، لاسيما في مجال الطاقة والتكنولوجيا النظيفة.

ويأتي المعرض في وقت تحرص فيه الدولة على دعم المنتجات الوطنية وتسليط الضوء على المشاريع المبتكرة القادرة على تحقيق عوائد اقتصادية عالية، بالإضافة إلى المساهمة في حماية البيئة وتحويل التحديات المحلية إلى فرص صناعية.

براءة اختراع

في هذا السياق، عرض المهندس الكيميائي فادي العسس ابتكاره حول تحويل الزيت المستعمل إلى وقود بأنواعه المختلفة عبر عملية تكرير مبتكرة ومربحة.

وبيّن العسس، في تصريح خاص لصيحفة الثورة، أن الفكرة انطلقت بعد حصوله على أطروحة الماجستير، حيث أصرّ المشرف على الأطروحة الدكتور ياسر حورية، على متابعة المشروع باعتباره فكرة جديدة تستحق التقدم للحصول على براءة اختراع، والتي تم الحصول عليها بالفعل، ليتم عرض المشروع اليوم في المعرض بهدف تحويله إلى واقع صناعي قابل للتطبيق.

ثلاث مراحل

وأوضح العسس أن المشروع يهدف إلى إنتاج أنواع متعددة من الوقود تشمل الغاز المنزلي والبنزين والكاز والكيروسين والديزل، وذلك انطلاقاً من الزيت المستعمل الذي قد يكون ملوثاً للبيئة، وأشار إلى أن الابتكار الجديد يتيح الاستفادة من الزيت المستعمل بشكل كامل، ليس فقط لإعادة تدويره كزيوت، بل للحصول على قطفات وقود أخف تلبي احتياجات البلاد، وتوازي المواصفات العالمية، وأكد أن المنتج النهائي يمتاز بنقاوة عالية ويملك قيمة اقتصادية أكبر بكثير من الزيت المستعمل، إذ يمكن استخدامه في المحركات وقطاع الطاقة وصناعة الوقود بكفاءة.

وحول التطبيق العملي للمشروع، أوضح العسس أن العملية تعتمد على ثلاث مراحل رئيسية تبدأ بتجميع الزيت المستعمل من الورش والمناطق الصناعية، ثم نقله إلى منشأة مخصصة تحتوي على خط إنتاج مصافي مصغرة، وتتم معالجة الزيت في مرحلتين، الأولى تشمل التصفية الفراغية لاستعادة الزيت والتخلص من النفايات، والثانية تمر عبر مفاعل التكسير الهيدروجيني، الذي يعمل على تجزئة القطفات إلى بنزين وكيروسين وديزل، مع إمكانية استعادة حوالي نصف كمية الزيت المتبقية كزيت أساسي يمكن تحويله إلى زيوت تشحيم عالية الجودة.

الجدوى الاقتصادية

وعن الجدوى الاقتصادية للمشروع، بيّن العسس أن الكلفة الإنشائية للخط يمكن استردادها خلال سنة ونصف من التشغيل، مؤكداً أن التغذية الأساسية تتمثل بالزيت المستعمل الذي يعد أرخص بكثير من المنتجات النهائية، حيث تتراوح كلفته بين 120 و200 دولار للطن، بينما تتجاوز قيمة المنتجات النهائية 700 إلى 1000 دولار للطن، ما يجعل العملية مربحة بشكل مضمون مع هامش ربح يصل إلى 200 أو 300 بالمئة حسب نوع المنتج.

وأضاف: أن التحكم في نوعية المنتج النهائي يتم عبر ضبط شروط التشغيل في مفاعل التكسير الهيدروجيني، والتي تشمل درجة الحرارة والضغط ومعدل التدفق، إلى جانب الوسط الذي يحتوي على وظائف حمضية وأساسية لضمان التكسير وإضافة الهيدروجين بما يحافظ على كفاءة الوحدة ويطيل عمرها التشغيلي.

وختم المهندس فادي العسس حديثه بالقول: “هدفنا تحويل الزيت المستعمل من مادة يجب التخلص منها إلى مصدر وقود قيمة، والمشروع يفتح آفاقاً واسعة للاستثمار الصناعي والحفاظ على البيئة في الوقت نفسه”.

آخر الأخبار
مسؤول أممي: إعمار سوريا ضرورة لاستقرار المنطقة الذهب والمعادن الثمينة.. فرصة لتعميق التعاون بين سوريا وأذربيجان أول سفير تركي في دمشق منذ 2012 ..ترسيخ للعلاقات والتعاون الاستراتيجي بمشاركة 50 صناعياً.. انطلاق معرض خان الحرير للألبسة الرجالية في حلب بحث تعزيز التعاون بين جامعة حلب ومنظمة "إيكاردا" و "السورية للبريد" هاكان فيدان يعيّن نُوح يلماز سفيراً لتركيا في سوريا "المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول".. شراكة للعلم والحياة قطر وباكستان تجددان دعمهما لوحدة وسيادة سوريا الأمم المتحدة: 300 ألف لاجئ سوري عادوا من لبنان إلى وطنهم منذ مطلع 2025 وزير التعليم العالي: سوريا تنهض بالعلم من جديد وتستعيد مكانتها الطبية في العالم مايك بومبيو: أحمد الشرع هو “الرهان الأفضل” لمستقبل سوريا والمنطقة مئة يوم على اختفاء "حمزة العمارين" في السويداء ومطالب حقوقية بكشف مصيره أسعار المدافىء في حلب تحول بين المواطن ودفئها.. والغلَبة للبرد..!   وفد إعلامي سوري يختتم زيارة إلى قطر لتعزيز التعاون الإعلامي بيروت تُعين هنري قسطون سفيراً لها في سوريا قطاع الكهرباء.. فرص واعدة وتحديات قائمة  بدعم من اليونسكو.. تدريب إعلامي يعزز التغطية المحايدة الدكتور عبد الحكيم المصري: ممارسات "الفلول" تهدف لعرقلة جهود النهوض  جهود مكثفة لإعمار المساجد في إدلب..  "هيومانيتي آند إنكلوجن": تطهير غزة من الذخائر غير المتفجرة يستغرق 30 عاماً