محمود مفلح: تركت جزءاً من قلبي في الشام وفلسطين تسبق شعري

الثورة – رفاه الدروبي:

عاد إلى أرض الشام الشاعر الفلسطيني محمود حسين مفلح بعد غياب استمرَّ اِثني عشر عاماً عن دمشق كي يقف على منبر اتحاد الكتَّاب والأدباء الفلسطينيين- فرع سوريا، في لقاء شعري عنوانه: “بعيداً تضيء العناقيد” حيث أدار دفة الحوار الشاعر رضوان قاسم. والشاعر محمود يحمل موهبةً لا يُستهان بها، إذ تتلمذ على يده كوكبة من الأدباء والشعراء الفلسطينيين، والمعروف أنه وُلد على ضفاف بحيرة طبريا، ثم هاجر مع أفراد أسرته إلى سوريا، وكتب القصة والنقد وله أربعة وعشرون ديواناً وثلاث مجموعات قصصية قصيرة، كما كتب النقد وتمرَّس في كتابته، وطُبعت أعماله خارج سوريا في مطابع الأردن والمغرب ومصر وفلسطين، ودُرِّس شعره في أكثر من ثلاث جامعات عربية، كذلك نُوقشت نصوصه في رسائل الماجستير والدكتوراه.

يعود إلى منبره الأول

استهلَّ الشاعر محمود حديثه قائلاً: إنَّه يقف من جديد على مكان احتضنه عندما كان يفد من محافظة درعا كي يتلو قصائده، حيث شاركته أسماء كثيرة الندوات بعد أن غابت عن ذاكرته ولم تعد تسعفه لرحلة طويلة من القصائد والنثر امتدت على مدى خمسة عقود، متناولاً أسباب اعتقاله من قبل النظام المخلوع وتتلخص في قصيدة كتبها عن “تل الزعتر”، فالقصة بدأت عندما أحيي أمسية شعرية في المغرب وتلا قصائد كانت عادية لكن في اليوم الثاني هاتفوه من السفارة السورية للتواصل معه، ولم يكن يدري في خلده إلا التكريم كونه قدَّم قصيدة جميلة عن سوريا لكنَّهم ذكَّروه بقصيدة تل الزعتر ورغم عضويته في اتحاد الكتَّاب منذ سبعينات القرن الماضي لم تشفع له ذلك وعندما عاد أدراجه إلى سوريا أصبح خلف القضبان وفي أقسى السجون تعذيباً.

الإبداع يحتاج للحرية

وأشار الشاعر محمود إلى أنَّه قصد مصر منذ بداية الثورة السورية وعرف أنَّ الإبداع يحتاج للحرية، وكل بلد لها طابعها الشعري الخاص بها حيث تشهد المرحلة الحالية انفتاحاً وانزياحات وكمية الأوكسجين في مصر أكثر بكثير من أي بلد آخر، فعلى قدر الانفتاح يمكن للشاعر التحليق والشعور بالاستقرار الفكري والأدبي، ثم قارن بين ما خطته يمينه قبل ذهابه إلى مصر إذ كان شعره يتسم بالغضب والثورية كغيره من الشعراء قبل أربعة عقود، لكن تغيرت هناك ألفاظه وتراكيبه وحتى نفسيته فأصبح يبحث عن الفن أكثر من الشعارات، والأسباب تعود إلى أن اتحاد الكتَّاب المصري يتمتع بحرية كبيرة، ومنفصل عن السلطة، وعندما منحوه عضوية اتحاد الكتاب المصريين كثيراً ماسمع قصائد تعكس حريةً في مضمونها.. وكم كان يتعجب من جرأتهم رغم أنَّ هناك خطوطاً حمراء بشكل عام ووجد في مصر أنَّ اسم بلده فلسطين يسبق شعره وكانت حاضرة في القلوب، موضحاً أنَّ كثرة الشعراء أفسدت الشعر لكن المبدعين الحقيقيين غائبون عن القصائد المؤثرة الحقيقية. أنشد من قصيدته أجراس القافلة:

إنهم غادرون

ولم يبقَ منهم أحد آهٍ يابن البلد؟

كلهم غادرون

ولم يبقَ حتى رماد السجائر

حتى فتات الكلام كلهم رفرفوا…

أوغلوا في الزخام.

من جهته الدكتور ثائر عودة لفت إلى أنَّ الشاعر محمود تناول تجربته الشخصية في مصر على المستوى الإبداعي للأدب، وأن ما قدَّمه في قصائده يُعبِّر عن تغييرٍ برؤياه الشعرية دون أن يُصرِّح بذلك، فأصبحت قصائده تتحدث عن تجربته الذاتية الشخصية وعن أحبَّاء كانوا عنده ثم ذهبوا، ما يضفي على القصيدة جواً من الوحدة والاغتراب لأنه ترك جزءاً من قلبه في الشام والآخر ربما ذهب إلى دول أوروبية، مُقدِّماً صورة رقيقة وصوت منخفض وقلب يصهل بالمعنى ذاته، منتقلاً إلى خصوصية محلية تلامس كلَّ المهمَّشين والمقهورين في أصقاع الأرض عامةً، كما يطرح تساؤلاً في الشعر الوجداني التأملي.

جملة مفتاحية لابن البلد

بدوره الناقد أحمد هلال قال: عندما تكتب قصيدة “ابن البلد” تكون جملة مفتاحية ترتبط بقضية انتماء واحدة وليست متعلقة بشخص، فالقضية الحاملة لشعر محمود منفتحة على الدوام، وإن ماطرحه قبل ذهابه إلى القاهرة يختلف عما بعدها من حيث السمات الفنية للقصيدة الفلسطينية التاريخية وتطورها، لأن الصيرورة الشعرية انفتحت والفضاء الشعري خلق له حافزاً لينشد بصوت أعلى، كما فتح المجال أمامه ليكون سفيراً في جميع الأمكنة، معتبراً المكان الجغرافي له دلالته، ويعكس ثقافة زائر، لافتاً إلى أن الخطاب الشعري يتغير تبعاً للمتغيرات الزمنية، كذلك برز لديه خطاب متطور حركي لا يعتمد شكلاً بعينه بل بعداً له علاقة بالمقاسات النحوية وشعرية القضية، وخاصة التناص إذ درج عليه كل الشعراء لاستثمار الموروث العربي، فكان لديه خطاب متنامٍ وانفعالية شعرية تحمل التكافؤ البنيوي وليس الشعرية بل الدلالة التاركة وعياً في متلقِّيها على المستوى الجمالي والإنساني.

آخر الأخبار
مسؤول أممي: إعمار سوريا ضرورة لاستقرار المنطقة الذهب والمعادن الثمينة.. فرصة لتعميق التعاون بين سوريا وأذربيجان أول سفير تركي في دمشق منذ 2012 ..ترسيخ للعلاقات والتعاون الاستراتيجي بمشاركة 50 صناعياً.. انطلاق معرض خان الحرير للألبسة الرجالية في حلب بحث تعزيز التعاون بين جامعة حلب ومنظمة "إيكاردا" و "السورية للبريد" هاكان فيدان يعيّن نُوح يلماز سفيراً لتركيا في سوريا "المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول".. شراكة للعلم والحياة قطر وباكستان تجددان دعمهما لوحدة وسيادة سوريا الأمم المتحدة: 300 ألف لاجئ سوري عادوا من لبنان إلى وطنهم منذ مطلع 2025 وزير التعليم العالي: سوريا تنهض بالعلم من جديد وتستعيد مكانتها الطبية في العالم مايك بومبيو: أحمد الشرع هو “الرهان الأفضل” لمستقبل سوريا والمنطقة مئة يوم على اختفاء "حمزة العمارين" في السويداء ومطالب حقوقية بكشف مصيره أسعار المدافىء في حلب تحول بين المواطن ودفئها.. والغلَبة للبرد..!   وفد إعلامي سوري يختتم زيارة إلى قطر لتعزيز التعاون الإعلامي بيروت تُعين هنري قسطون سفيراً لها في سوريا قطاع الكهرباء.. فرص واعدة وتحديات قائمة  بدعم من اليونسكو.. تدريب إعلامي يعزز التغطية المحايدة الدكتور عبد الحكيم المصري: ممارسات "الفلول" تهدف لعرقلة جهود النهوض  جهود مكثفة لإعمار المساجد في إدلب..  "هيومانيتي آند إنكلوجن": تطهير غزة من الذخائر غير المتفجرة يستغرق 30 عاماً