الثورة – منهل إبراهيم:
أضاءت وسائل إعلام عربية وغربية عديدة على توقيع خارطة طريق لحل أزمة السويداء، ونوهت بالجهود التي بذلتها كل من الأردن والولايات المتحدة الأميركية في هذا المسار المهم والضروري.
وأكدت شبكة الأخبار الأميركية “سي إن إن” أهمية هذا الاتفاق الذي جاء في لحظة سياسية فارقة وحاسمة في سياق ترتيب الأوضاع الداخلية في سوريا، مشيرة إلى دور واشنطن المستمر في دعم مسار الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني في البلاد.
في حين تناولت شبكة الأخبار البريطانية “بي بي سي” بنود الخارطة وأضاءت عليها باهتمام بالغ، كونها تجسد جسر العبور نحو إنهاء الأزمة في السويداء، وصمام أمان على طريق التعافي الوطني السوري، وإعادة التوازن السياسي والأمني، والقدرة على معالجة القضايا الحيوية والأزمات الداخلية المرتبطة بترسيخ استقرار سوريا والمنطقة.
عربياً، ركز موقع الشرق للأخبار على ترحيب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بخارطة “الطريق السورية لحل أزمة السويداء، والتي تم الاتفاق عليها بين سوريا والأردن والولايات المتحدة”.
وأشار الموقع إلى أن الاتفاق عميق واعتنى بتفاصيل دقيقة، وهو يؤكد على وحدة الأرض السورية ومساواة جميع السوريين في الحقوق والواجبات، ويهدف إلى إعادة بناء الثقة بين أبناء الوطن الواحد، مع احترام سيادة الدولة السورية.
ولفت الموقع إلى أن وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني استضاف في دمشق نظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك في اجتماع ثلاثي، استكمالاً للمباحثات التي كانت استضافتها عمان في أغسطس/ آب ويوليو/ تموز، الماضيين لبحث تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء في جنوب سوريا وحل الأزمة هناك”.
وأشار موقع الشرق للأخبار إلى قول وزير الخارجية الأميركي عبر حسابه على منصة “إكس”: “لا تزال رؤية الرئيس ترامب للسلام من خلال القوة توجه سياستنا في الشرق الأوسط.. ويسعدنا رؤية التقدم المحرز في خارطة طريق السويداء التي تسعى إلى تعزيز المساءلة، والمصالحة، والعدالة للضحايا في سوريا”.
وقال الموقع: إنه من المهم ترجمة الاتفاق على أرض الواقع لإرساء الاستقرار، حيث اتفقت سوريا والأردن والولايات المتحدة، على خارطة طريق لحل الأزمة في السويداء على أساس وحدة الأرض السورية، وأن كل السوريين مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات في دولتهم، وهذا إعلان سوري مهم للحفاظ على وحدة سوريا.
وأوضح الموقع أهمية التعاون المستمر بين البلدان الثلاثة من أجل تطبيق جميع الاتفاقيات والتفاهمات، لافتاً إلى أهمية توقيت الاتفاق وحساسية الظروف، وجهود الحكومة السورية المستمرة والهادفة لتثبيت الاستقرار في البلاد.
وأضاء موقع الشرق على جوهر الخارطة ولب الاتفاق الذي جاء منسجماً مع الرؤى الوطنية والتحديات الراهنة، ونص على أن “محافظة السويداء جزء أصيل من سوريا ولا مستقبل لها خارجها، وأبناء المحافظة مواطنون سوريون متساوون بالحقوق والواجبات مع كل السوريين”.
الموقع تابع بإشارته إلى إعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع السوري، حيث أن الاتفاق أكد أن “إنهاء فجوة الثقة بين الحكومة والمحافظة يتطلب نهجاً متدرجاً ومتأنياً، يبدأ بتدابير لإعادة بناء الثقة ويعتمد حلولاً انتقالية تؤدي إلى إعادة الإدماج الكامل للمحافظة في الدولة السورية، وبما يعزز الوحدة الوطنية”.
ولفت الموقع إلى أن الأردن والولايات المتحدة أكدا “أهمية الخطوات التي اتخذتها الحكومة السورية والالتزامات التي أعلنتها بعد جولتي المباحثات التي استضافتها عمان”.
كما أشار الموقع إلى ترحيب واشنطن وعمان بتأكيد وزير الخارجية السوري الالتزام بإنهاء الأزمة عبر “حل يضمن وحدة سوريا ويحفظ كل حقوق أبناء محافظة السويداء كمواطنين سوريين”.
ونوه الموقع بالعمل الدؤوب من قبل الأردن والولايات المتحدة لمساندة ودعم سوريا والتعاون والمشاركة في حل أزماتها، حيث أشار إلى أن “الدول الثلاث اتفقت على التعاون لتنفيذ عدد من الخطوات بشكل عاجل في إطار الاحترام الكامل للسيادة السورية”.
وفي 24 يوليو/ تموز الماضي، ناقش وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الأردني أيمن الصفدي، خلال لقائهما في العاصمة واشنطن، سبل الحفاظ على السلام والاستقرار في سوريا، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط، بما في ذلك الأراضي الفلسطينية.