الثورة – فؤاد العجيلي:
بهدف دعم التراث الوطني وتعزيز التنوع الثقافي السوري، قام وزير الثقافة محمد ياسين صالح بزيارة إلى مدينة عفرين شمال غربي سوريا، بحضور ممثلين عن المؤسسات الثقافية والمجتمع المحلي، ومسؤول المنطقة مسعود بطال، ورئيس مجلس المدينة.
وشهدت الزيارة افتتاح معرض للتراث والفنون والفلكلور الكردي، تضمن أعمالاً فنية ومشغولات يدوية وقطعاً تراثية تعكس التراث المحلي والأزياء التقليدية للمنطقة، كما تخلل الفعالية عروض فلكلورية أبرزت التنوع الثقافي الذي يميز عفرين.
وفي كلمة له أكد وزير الثقافة على أهمية الحفاظ على التراث الوطني كجسر للوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن الثقافة تمثل هوية تجمع كل السوريين، داعياً إلى دعم المبادرات الثقافية في جميع المناطق، بما يعكس تنوع سوريا الغني.
ولفت مشاركون في المعرض إلى أن عرض الأزياء التقليدية والموسيقا الكردية يبرز عمق التاريخ الكردي ويحفظه من النسيان، خاصة بعد سنوات من الإهمال، فيما رأى تجار وحرفيون أن المعرض يعد فرصة لتسليط الضوء على المنتجات اليدوية المحلية وجذب السياحة الداخلية والخارجية، الأمر الذي ينعش الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل.
سكان وأهالي منطقة عفرين عبروا عن سعادتهم بهذه الزيارة واعتبروها خطوة إيجابية نحو الاعتراف بالتنوع الثقافي في سوريا، مشيرين إلى أن الفعاليات تعزز الانتماء الوطني وتعيد إحياء التراث المهدد بالاندثار.
عفرين بين التاريخ والتراث
تعتبر منطقة عفرين في شمال سوريا واحدة من أبرز المناطق الغنية بالتراث الثقافي المادي واللامادي، حيث تمتزج فيها حضارات مختلفة من الحضارات العربية والعثمانية والكردية والآرامية والبيزنطية، وتمتاز بغناها الثقافي، حيث القلاع والتلال الأثرية، مثل قلعة نبي هوري “التي تعود إلى العصر الروماني”، وتلال أثرية كتل عين دارة الذي يضم بقايا معابد حثية من الألفية الأولى قبل الميلاد، كما تميزت عفرين بالعمارة الحجرية القديمة، مثل المنازل ذات الأفنية الداخلية والأقواس، والتي تعكس طرازاً معمارياً فريداً يتكيف مع طبيعة المنطقة الجبلية، إلى جانب شهرتها برقصاتها الشعبية الكردية، مثل دبكة الهولاي والجرجي، والتي تؤدى في الأعراس والمناسبات، مصحوبة بموسيقا تقليدية تستخدم الآلات مثل الطبلة والزرنة.
كما تبرز في المنطقة صناعات مثل النحاسيات والسجاد اليدوي المطرز برموز كردية تقليدية، فضلاً عن صناعة الصابون الطبيعي من زيت الزيتون الذي تشتهر به عفرين، ويعد مطبخ عفرين جزءاً من هويتها، بأطباق مثل الكبة العفرينية “المعدة بالبرغل واللحم” والمعجنات المحشوة “كالبورك والسمبوسك”، إلى جانب منتجات الزيتون والجبن المحلي.