العام الدراسي.. استئناف رحلة الأمل

الثورة – ميساء العجي:

مع بدء العام الدراسي الجديد، وافتتاح المدارس أبوابها مجدداً أمام الطلاب بعد فترة انقطاع طويلة، تستأنف العملية التعليمية وسط أجواء مليئة بالتحديات والآمال، وبالتأكيد تعد عودة الطلاب إلى الصفوف رمزاً للصمود والرغبة في المضي قدماً رغم الظروف الصعبة التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية. فالمدرسة لم تعد مكاناً لتلقين المعلومات فحسب، بل أصبحت منبراً لبناء الشخصية وتعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية لدى الأجيال القادمة.

بناء المهارات

أكد الباحث التربوي سامر الريس لـ”الثورة” أن العودة إلى المدارس تشكل مرحلة مهمة لاستعادة الروتين التعليمي، وتوفير بيئة آمنة تشجع الطلاب على التعلم والتفاعل، فهي فرصة لإعادة بناء مهارات الطلاب، سواء على الصعيد الأكاديمي أم الاجتماعي، بعد فترة تباعد طويلة واضطرابات أثرت على العملية التعليمية. وقال: إن عودة المدارس ليست مجرد فتح أبواب المباني، بل إعادة إحياء روح التعلم، وتعزيز الانتماء لدى الطلاب للمجتمع وللمؤسسات التعليمية، مضيفاً: إن المعلمين يلعبون دوراً محورياً في هذا السياق، فهم ليسوا ناقلين للمعرفة فقط، بل مرشدون يساعدون الطلاب على تجاوز التحديات النفسية والاجتماعية، وتنمية قدراتهم على التفكير النقدي والابتكار، مؤكداً أن الدعم النفسي والتربوي للطلاب أصبح ضرورة لا تقل أهمية عن التعليم الأكاديمي، خصوصاً بعد التجارب الصعبة التي مر بها الأطفال خلال السنوات الماضية.

وأشار الريس إلى ضرورة أهمية تجهيز المدارس بالبنية التحتية المناسبة، وتأمين المستلزمات التعليمية الأساسية، مثل الكتب والمختبرات والمعدات الرقمية، لتعزيز جودة التعليم، مبيناً ضرورة إدخال التكنولوجيا ضمن الصفوف الدراسية الذي أصبح ضرورياً لمواكبة التطورات العالمية، وتمكين الطلاب من اكتساب مهارات حديثة ومتطورة، ما يجعل التعليم تجربة أكثر فعالية وتفاعلية.

ولفت إلى أنه على الرغم من التحديات الاقتصادية ونقص الموارد، تظهر جهود المجتمع المحلي والجمعيات الأهلية لتعويض الفجوات التعليمية، من خلال تنظيم ورش دورات إضافية للطلاب، إضافة إلى المبادرات التي تهدف إلى تحسين المرافق المدرسية، كل ذلك يعكس الإرادة المستمرة للشعب السوري في الحفاظ على العلم والتعليم كأداة أساسية لبناء المستقبل.

استئناف للإبداع

يوضح الريس أن عودة المدارس ليست مجرد استئناف الدروس، بل فرصة لإعادة تفعيل البرامج التعليمية والإبداعية، مثل الأنشطة العلمية والثقافية والرياضية، التي تنمي مهارات الطلاب الاجتماعية والفكرية. كما تعتبر الفصول الدراسية مكاناً للتفاعل المباشر بين الطلاب والمعلمين، ما يعزز روح التعاون والانضباط والمسؤولية الفردية والجماعية.

وأكد أن كل يوم جديد في المدرسة يمثل خطوة نحو المستقبل، وكل تحدٍ يُواجه الطلاب والمعلمين يساهم في بناء شخصية أكثر قوة وثقة بالنفس، كما تعزز المدرسة الصحة النفسية والجسدية للطلاب، وتعمل على توفير بيئة آمنة وصحية، بما في ذلك الاهتمام بالنظافة والتغذية السليمة، ومراعاة الاحتياجات الفردية لكل طالب، خصوصاً الذين يعانون من صعوبات تعليمية أو نفسية، وفيها رسالة أمل وإصرار على استكمال مسيرة التعلم، وإعادة بناء المجتمع من خلال جيل قادر على مواجهة التحديات المستقبلية. وأكد أن التعليم هو حجر الزاوية لكل تنمية، ونجاح الطلاب في هذه المرحلة يعكس نجاح المجتمع بأكمله في تجاوز المحن، لافتاً إلى أن المستقبل يبدأ دائماً من داخل الصف الدراسي.

آخر الأخبار
زيارة الشرع إلى واشنطن.. انفتاح عملي على العقول السورية بالمهجر "ساهم فيها ".. إزالة الأنقاض في تل رفعت شمال حلب جهود مكثفة في ريف اللاذقية لاحتواء الحرائق "نساء من أجل السلام".. تعزيز التماسك المجتمعي "صناعة حلب" تجهّز لمعرض خان الحرير للألبسة الرجالية من حقيبتي إلى حلمي.. عامٌ جديدٌ يبدأ المضاد للبكتريا والفطريات.. اختراع جديد باستخدام نبات "اليوكاليبتوس" انطلاقة مؤجلة لقسم الجيولوجيا في جامعة طرطوس الصناعات الهندسية في حلب بين التحديات والطموحات قمة "كونكورديا" منصة للرئيس الشرع لعرض رؤية سوريا للسلام والعلاقات الدولية هل تنهي المؤسسة العامة لبنوك الدم معاناة المرضى في تأمين الوحدات؟ العام الدراسي.. استئناف رحلة الأمل وفاءٌ يزرع الأمل في إدلب خروج مجموعات توليد عن الخدمة يقطع الكهرباء عن القنيطرة مع غياب الأرقام الدقيقة.. البطالة سيف ذو حدين العزوف عن العلاج النفسي.. وصمة اجتماعية أم جهل؟ مشاركة سوريا بذكراه الثلاثين.. "مؤتمر بكين 1995" علامة فارقة في مسيرة حقوق المرأة اليوم الأول في المدرسة.. بداية صغيرة تصنع فرقاً كبيراً ""الفيبروميالجيا"".. لا أسباب واضحة للإصابة "الاحتيال الإلكتروني".. أشكال متعددة والقانون السوري بالمرصاد