فيلم أميركي جديد

ثورة أون لاين – خالد الاشهب:

الرئيس الأميركي يعلن ويدعو إلى عقد قمة أميركية خليجية , فينيب الملك السعودي ولي عهده في حضور القمة , ويتلكأ الآخرون من حكام المحميات الخليجية ؟؟

ظاهرة غريبة وجديدة وملفتة بالطبع , إذ لم يعتد العقل العربي عامة استقبال مثل هذه الأخبار والمعلومات إلا على سبيل الفكاهة , إذ من هم هؤلاء الذين لا يستوون على عروشهم إلا بحماية اليد الأميركية الضاربة عسكرياً وسياسياً … كي يتجرؤوا على رفض الدعوة الأميركية أو يتلكؤوا في الاستجابة لها , رغم حديث الوزير جون كيري عن ترتيبات أمنية جديدة ستناقشها « القمة « الأميركية الخليجية ؟‏

لا أحاول هنا تقديم تحليل سياسي يفسر أو يعلل المواقف الخليجية التي يمكن اختصارها بالموقف السعودي , إذ , والكل يعلم , أن محميات الخليج هي المحمية السعودية والمحمية السعودية هي محميات الخليج , فإذا قالت قالوا وإن صمتت صمتوا .. طبعاً بعد أن يقول الأميركي أو يصمت ! لكن , أحاول الإطلال مجدداً على عقل خليجي نما وتكون وانخرط في الحياة السياسية الدولية على قاعدتين اثنتين :‏

الأولى , مكوناته الطبيعية المعروفة بوصفه عقلاً بدائياً غرائزياً , توقف عن العمل منذ مئة عام تاريخ علاقته الحمائية بالغرب عامة وأميركا خاصة وحين لم تعد به حاجة للعمل , والثانية , اعتماده الكامل على الحماية الغربية والأميركية .. تماماً كما اعتاد التهام واستهلاك حضارة الغرب ومنتجها السلعي عن طريق الشراء فحسب !‏

ترى , هل يمكن لعقل كهذا أن يفكر مرة واحدة وأخيرة بتحطيم أسواره العالية فجأة , وأن يحاول الخروج من الجحر الأميركي , الذي دخله منذ عشرات السنين وما خرج بعد , إلى عالم مجهول لا يعرف عنه شيئاً , أم أنه كان ينظر إلى ذلك العالم خلسة , فلم يجنح إلى التمرد والخروج حتى وجد في ذاته أهلية المحاولة والمغامرة معاً ؟‏

لاحظوا , أن العقل السعودي الخليجي كان ولا يزال يتعاطى السياسة من خلف أستار سميكة وغير معلنة , ومادتاه الوحيدتان في هذا التعاطي هما أكداس المال النفطي وعقائد التطرف الوهابية , ينفق من هذه في شراء الذمم والمواقف والإعلام والأتباع , واستطراداً الجيوش .. كما هو الحال في تحالف الحرب على اليمن اليوم مثلاً , ويصدر من تلك إلى تهديد الآخرين بجحافل التطرف والإرهاب كما هو الحال المستمر من أفغانستان وصولاً إلى سورية !‏

ولاحظوا أيضاً , أن العقل السعودي الخليجي , وعبر التكرار والإعادة , اعتاد استجابة الكثيرين حول العالم عرباً وأجانب ودولاً وأفراداً في تلبية متطلباته وأطماعه وحتى غرائزه , فاسترخى وتمطى وغفا طويلاً , ومن الصعوبة عليه بمكان أن ينهض هكذا فجأة , فيستعيد أدواته وأدواره وما فاته من المعرفة والخبرة والمراس , فينطلق إلى ما ينبغي له ويتوجب عليه كأنه الحاضر أبداً !‏

شخصياً , ليس لدي وهم بانقلاب الحمق والجهل فجأة إلى ذكاء , خاصة أن ما نتحدث عن انقلابه هو عقل تكون عبر آلاف السنين , عقل أعجز من أن يبادر وينجح , اللهم إلا إذا كان ما نراه من غنج ودلال خليجي ليس سوى .. مشهد من فيلم أميركي جديد ؟؟‏

عن صحيفة الثورة

آخر الأخبار
2.5 مليون دولار لدعم مراكز الرعاية  من مجموعة الحبتور   السعودية تمنح سوريا 1.65 مليون برميل دعماً لقطاع الطاقة وإعادة الإعمار  حملة “دير العز”.. مبادرة لإعادة صياغة المشهد التنموي في دير الزور إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر