ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
تحت عنوان الولايات المتحدة تخسر الحرب في سورية، عاد روبرت فورد سفير واشنطن السابق في دمشق ليطل برأس الأفعى، ويعطي دروساً في معالجة الأزمة السورية، متجاهلاً أفعاله الخبيثة في بداية الأزمة عندما كان سفيراً في دمشق، وتدخله السافر في الشؤون السورية، وخروجه عن الأعراف الدبلوماسية للسفراء الأجانب، ودعمه للمعارضة المسلحة أكثر من أي مسؤول أمريكي آخر، حين كان أحد أسباب تشابك الأزمة وتداخلاتها إلى حدّ التعقيد.
حيث لم يؤمن ذلك السفير بالحوار والحلّ السياسي طريقاً لحلّ الأزمة، وهو ما غذا الصراع وأضاع البوصلة، وشتت الجهود الدولية بعد أن صم أذنيه عن دعوات الدولة السورية إلى الحوار والابتعاد عن إذكاء العنف، الذي أدى إلى زيادة رقعة الدمار، وتوسع الجماعات الإرهابية، وكانت مشورته لحكومته تتمحور حول الاستمرار في دعم الفصائل الإرهابية.
وفي إطار تنظيره الجديد يحاول فورد أن يقدم لحكومته مشورات يبقي فيها على دعم العصابات الإرهابية أساساً للحوار مع الحكومة السورية، وهي آراء شخصية لا تؤدي إلى إنهاء الأزمة، وقد كان لإدارته فريق المعارضة في «جنيف2» الأثر الواضح في إضاعة الفرصة في جعل الحلّ السياسي أمراً واقعاً وتوافق ذلك مع تطرف حكومته في دعم الإرهاب.
فقد كان إطالة أمد الحرب على سورية، وما زال خياراً أمريكياً رغم التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكية الملتبسة، والتي ما دأب يتراجع عن إيجابياتها لعدم وجود ما تخسره واشنطن من استمرار داعش والعصابات الأخرى في الاعتداء على سورية والمواطن السوري، ففي ذلك مصلحة مشتركة بين واشنطن وتل أبيب ما زالت دلائلها واضحة في تحركات البيت الأبيض واستمرار تقديم الدعم للدول المتدخلة في الشأن السوري، وغضّ النظر عن تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة في مكافحة الإرهاب، إضافة إلى الاستمرار في تدريب المرتزقة وتأمين السلاح، لهم بدل وقف تمويلهم وتسليحهم وتجفيف منابعهم.