الثورة – جهاد اصطيف:
أطلق مجلس مدينة حلب، بالتعاون مع محافظة حلب والعديد من المؤسسات الرسمية والمنظمات التطوعية، حملة واسعة تحت شعار “ساهم فيها.. بلدك أجمل بتخلّيها”، وذلك لإزالة الأنقاض والركام من أحياء وقرى ناحية تل رفعت والمناطق المجاورة لها، في أجواء تعكس روح التعاون الوطني والإصرار على إعادة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المتضررة شمالي حلب.
الحملة انطلقت وسط حضور رسمي وشعبي لافت، وشارك في فعالياتها محافظ حلب المهندس عزام غريب، ومسؤول منطقة اعزاز خالد ياسين، ورئيس مجلس مدينة حلب محمد علي العزيز، إضافة إلى مدير مديرية الطوارئ وإدارة الكوارث في حلب محمد الرجب، وعدد من الفنيين المشرفين على الأعمال الميدانية.
بداية الأمل
تأتي هذه الحملة في إطار الجهود الحكومية المتواصلة لتأهيل المناطق التي تضررت بفعل الأحداث خلال السنوات الماضية، فقد أكد المحافظ عزام غريب أن رفع الأنقاض ليس مجرد عمل خدمي أو تنظيمي، بل هو رسالة أمل لأهلنا في تل رفعت والقرى المحيطة بها، ورسالة إصرار على أن الحياة أقوى من كل الظروف.
وأوضح المحافظ أن الخطة الموضوعة لا تقتصر على إزالة الركام فقط، بل تتضمن لاحقاً مشاريع خدمية، تهدف إلى إعادة تأهيل البنى التحتية.
وأشار إلى أن البداية الحقيقية لأي عملية إعمار، تبدأ من تنظيف الأرض وتهيئة بيئة صحية وآمنة للأهالي، داعياً إلى تفعيل دور المجتمع المحلي في المبادرات التي تعزز التعاون، وتسرع وتيرة إعادة التأهيل والخدمات.
مشاركة مجتمعية واسعة
من جانبه، شدد رئيس مجلس مدينة حلب محمد علي العزيز على أن الحملة تعتبر نموذجاً للعمل المشترك بين المؤسسات الرسمية والمجتمع الأهلي، قائلاً: ما نراه اليوم من تعاون بين الكوادر الحكومية والفرق التطوعية، يعكس روح الانتماء والمسؤولية، كل شخص يشارك هنا يؤمن أن يده مع يد الآخرين ستبني مستقبلًا أفضل.
وأضاف العزيز: إن المجلس سخّر جميع آلياته ومعداته من جرافات وشاحنات، وستستمر الحملة حتى إنجاز المهام بشكل كامل، مع وجود خطط مستقبلية لتوسيع نطاق العمل ليشمل مناطق إضافية شمال المحافظة.
ارتياح
لم تكن هذه الجهود بعيدة عن أنظار الأهالي في تل رفعت، فقد عبّر العديد منهم عن ارتياحهم لرؤية الشوارع تنظف تدريجياً من الركام الذي ظل شاهداً على سنوات من المعاناة.
وأكد عدد من الأهالي أنهم كانوا يخشون أن تبقى هذه الأنقاض تعوق حياتهم، لكنهم اليوم بدؤوا يشعرون بأن الغد سيكون أفضل، مشيرين إلى أنهم كانوا ينتظرون هذه اللحظة منذ وقت طويل، حيث إن رؤية الشاحنات وهي ترفع الركام من أمام منازلهم، أعطتهم أملاً جديداً بأن الحياة ستعود إلى طبيعتها.
رسالة وطنية جامعة
الحملة التي تحمل شعار “ساهم فيها ..بلدك أجمل بتخليها”، تجسد بوضوح روح التضامن بين أبناء الوطن الواحد، وتؤكد أن إعادة إعمار المدن، ليست مسؤولية الحكومة وحدها، بل مسؤولية مشتركة تتطلب مشاركة كل مواطن وهيئات المجتمع المدني.
ومع استمرار العمل بوتيرة متسارعة، تتجدد الآمال بأن تكون هذه الخطوة نقطة تحول نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والنهوض، حيث تصبح مدننا وقرانا أكثر نظافة وأماناً، وأكثر استعداداً لاستقبال مشاريع البناء والتنمية.