زيارة الشرع إلى واشنطن.. انفتاح عملي على العقول السورية بالمهجر

الثورة – رولا عيسى:

زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة، وخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يحملان أكثر من دلالة.. فبالنسبة للسوريين، قد تكون الأهمية الأبرز في قدرتها على فتح قنوات عملية مع العقول السورية المنتشرة في الخارج، وبشكل خاص مع الجالية السورية في أميركا، وتحويلها إلى قيمة مضافة لمستقبل البلاد.

مورد غير مستغل

تقول الخبيرة التنموية والاقتصادية الدكتورة زبيدة القبلان في حديثها لصحيفة الثورة: إن الجالية السورية في الولايات المتحدة تعدّ من أكبر الجاليات، من حيث عدد حملة الشهادات العليا، والأطباء، والمهندسين، وأصحاب الشركات الناشئة، وإن استثمار هذه الطاقات لا يعني فقط عودة أفراد، بل نقل خبرات وأسواق كاملة إلى الداخل.

وتضيف: إن السوريين في الخارج يملكون استثمارات وودائع تقدَّر بين 60 و100 مليار دولار، وفقاً لآخر البيانات الصحفية، والجالية السورية في أميركا تسهم بجزء مهم من هذه الأرقام عبر شركات، مراكز أبحاث، وجمعيات اقتصادية، كما أن التحويلات المالية من المغتربين ما زالت تتدفق بمليارات الدولارات سنوياً، وتشكل شرياناً أساسياً للأسر والاقتصاد المحلي.

وتوضح أن جزءاً من هذه الموارد، إذا تم توجيهه نحو مشاريع تنموية داخل سوريا، يمكن أن ينعكس مباشرة على تحسين البنية التحتية، وخلق فرص عمل جديدة، وتخفيف الضغط على العملة المحلية.

ما الذي تتيحه الزيارة؟

هنا تبين د. القبلان أن زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن قد تفتح المجال أمام قنوات تواصل رسمية مع الجامعات ومراكز الأبحاث الأميركية لبرامج تدريب وتبادل أكاديمي، وتشجيع الاستثمار عبر منح تسهيلات لأبناء الجالية السورية في أميركا لإطلاق مشاريع صغيرة ومتوسطة داخل سوريا، إضافة إلى بناء الثقة الدولية عبر تخفيف العزلة السياسية، ما ينعكس على تسهيل التعاملات المالية والتجارية.

وتقول: إذا تم استثمار نتائج الزيارة عملياً، فإن الشعب السوري قد يلمس مشاريع جديدة تخلق وظائف وتقلل من البطالة، وإدخال تقنيات حديثة في قطاعات الصحة والطاقة والزراعة، إضافة إلى فرص تعليمية للطلاب عبر شراكات مع جامعات أميركية مرموقة.

التحديات

وتضيف: الطريق ليس سهلاً، فنجاح هذا المسار يتوقف على برنامج وطني واضح لاستقطاب الكفاءات، بدل الاكتفاء بدعوات عامة، وإصلاح إداري وتشريعي يزيل العقبات أمام الاستثمار، وضمانات للشفافية في إدارة الأموال القادمة من الخارج، واستقرار سياسي وأمني يشجع المغتربين على العودة أو المشاركة.

الزيارة تحمل رمزية سياسية كبيرة، لكنها عملياً يمكن أن تكون بداية لربط الداخل بالخارج عبر العقول السورية في أميركا.. هذه العقول أثبتت قدرتها على النجاح في بيئة تنافسية صعبة، وهي قادرة على أن تكون شريكاً رئيساً في إعادة بناء سوريا، وأن تتحول الخطابات إلى خطط قابلة للتنفيذ، وأن يرى المواطن نتائجها في تفاصيل حياته اليومية.

آخر الأخبار
تطوير برامج التمكين الاقتصادي للمرأة العاملة بحلب التحول الرقمي في "الصحة والإنتاج الحيواني".. الرئيس الشرع في أميركا.. فرص استثمارية تتقدم ومناخ اقتصادي يتغير زيارة الشرع إلى واشنطن.. انفتاح عملي على العقول السورية بالمهجر "ساهم فيها ".. إزالة الأنقاض في تل رفعت شمال حلب جهود مكثفة في ريف اللاذقية لاحتواء الحرائق "نساء من أجل السلام".. تعزيز التماسك المجتمعي "صناعة حلب" تجهّز لمعرض خان الحرير للألبسة الرجالية من حقيبتي إلى حلمي.. عامٌ جديدٌ يبدأ المضاد للبكتريا والفطريات.. اختراع جديد باستخدام نبات "اليوكاليبتوس" انطلاقة مؤجلة لقسم الجيولوجيا في جامعة طرطوس الصناعات الهندسية في حلب بين التحديات والطموحات قمة "كونكورديا" منصة للرئيس الشرع لعرض رؤية سوريا للسلام والعلاقات الدولية هل تنهي المؤسسة العامة لبنوك الدم معاناة المرضى في تأمين الوحدات؟ العام الدراسي.. استئناف رحلة الأمل وفاءٌ يزرع الأمل في إدلب خروج مجموعات توليد عن الخدمة يقطع الكهرباء عن القنيطرة مع غياب الأرقام الدقيقة.. البطالة سيف ذو حدين العزوف عن العلاج النفسي.. وصمة اجتماعية أم جهل؟ مشاركة سوريا بذكراه الثلاثين.. "مؤتمر بكين 1995" علامة فارقة في مسيرة حقوق المرأة