رحلة نحو أعماقنا.. كيف نكتشف ذاتنا ونحقق أهدافنا؟

الثورة – فردوس دياب:

يوجد لدى كل إنسان طاقات وإمكانات قد لا يدركها تماماً، لكنها قادرة على أن تغيّر مجرى حياته إذا أحسن استثمارها، فاكتشاف الذات ليس مجرد معرفة من نحن، بل هو فهم لقدراتنا ومواهبنا، وما يمكن أن نطوره لنحقق أهدافنا، من خلال تنمية مهاراتنا، لأن ذلك يفتح أمامنا أبواباً جديدة للفرص والنجاح، ونصبح أكثر ثقة وقدرة على مواجهة تحديات الحياة.

ضرورة لا رفاهية

كيف يكتشف الإنسان ذاته ويطور مهاراته؟، كان محور الورشة التدريبية التي أقامتها “مؤسسة تنمويون بلس”، والتي جاءت بعنوان: “اكتشف ذاتك وطور مهاراتك”.

المدربة في التنمية البشرية سلمى ريحان تحدثت لـ”الثورة” عن مضامين هذه الورشة: “إننا في عالم سريع التغيرات، لذلك فإن اكتشاف الذات وتطوير المهارات ضرورة لا رفاهية، يحمل كل فرد بداخله طاقات وإمكانات تنتظر أن تُكتشف وتُصقل، لذلك جاءت هذه الورشة للغوص بأعماق كل فرد، لفهم من هو، وما الذي يريده، وكيف يصل إليه، نسير في رحلة تبدأ بالوعي وتنتهي بالتمكين، نرسم فيها ملامح أهدافنا، ونتسلح بالأدوات التي تجعلنا أكثر قدرة على مواجهة الحياة بثقة وفعالية”.

وأوضحت أن اكتشاف الذات هو عملية واعية تهدف إلى فهم الفرد لذاته من حيث القيم، والقدرات، والميول، ونقاط القوة والضعف، وهي حجر الأساس في تطوير شخصيته، لأنها تمكّن الإنسان من اتخاذ قرارات أكثر اتزاناً، وتعزز ثقته بنفسه، وتمنحه وضوحاً في أهدافه ومساره الحياتي والمهني، ويشمل عدة نقاط وهي: إدراك الشخص لأفكاره ومشاعره وسلوكياته، فهو عندما يدرك ذلك، يصبح أكثر قدرة على التغيير، واتخاذ قرارات أفضل، والتعامل مع الحياة بوعي وهدوء، بالإضافة الى تحليل الشخصية باستخدام أدوات مثل اختبار أنماط الشخصية أو تحليل SWOT، لأنه عملي وسهل يساعدك على التخطيط لتطوير نفسك واتخاذ قرارات ذكية إضافة إلى تحديد القيم والدوافع: وهي لفهم ما يحفّز الفرد ويمنحه الشعور بالرضا أي (فهم المبادئ/ اكتشاف النيات/ توجيه السلوك/ تعزيز القرار).

الثقة بالنفس

وبحسب ريحان، فإن تحديد الأهداف الشخصية هي عملية منهجية تهدف لتحويل الطموحات والرغبات إلى خطوات عملية قابلة للقياس والتنفيذ، وهي تساعد الفرد لرسم مسار واضح لحياته، وتوجيه جهوده لتحقيق نتائج ملموسة، ما يعزز الشعور بالإنجاز والثقة بالنفس، وتبرز أهميتها من صياغة أهداف واقعية ومحددة وفق نموذج SMART وربط الأهداف بالقيم الشخصية والرؤية المستقبلية وتقسيم الأهداف إلى مراحل وخطوات قابلة للتنفيذ، والتغلب على المعوقات، مثل: ضيق الوقت، التعب، ظروف خارجة عن الإرادة بدل الاستسلام، نراجع الهدف ونعدّله ليبقى واقعياً ومناسباً للمرحلة الحالية.

وأشارت ريحان إلى أن المهارات الشخصية هي عملية مستمرة تهدف لتعزيز قدرات الفرد للتعامل مع ذاته ومع الآخرين بفعالية، وهي، التواصل، وإدارة الوقت، والتفكير النقدي، والذكاء العاطفي، ذلك أن تطوير هذه المهارات يساعد الفرد على بناء علاقات ناجحة، واتخاذ قرارات أفضل، وتحقيق أهدافه بثقة وكفاءة، مضيفة: إن من أهم أهداف تطوير المهارات الشخصية، تعزيز مهارات التواصل الفعّال (اللفظي وغير اللفظي)، فاللفظي يكون من خلال التعبير عن الأفكار بوضوح، والاستماع النشط للآخرين باستخدام الكلمات بشكل واضح ومفهوم لنقل الأفكار والمشاعر، عبر تنظيم الأفكار قبل التحدث، واختيار الكلمات المناسبة حسب الموقف والجمهور، ونبرة الصوت وسرعة الكلام التي تعكس الثقة، أو الحماس، أو الهدوء، وأما غير اللفظي فيكون من خلال لغة الجسد، وتعبيرات الوجه، ونظرات العين، والمظهر الخارجي.

مسار متواصل

وعن أهداف تطوير المهارات الشخصية، ذكرت ريحان أن من أهم تلك الأهداف هو تنمية الذكاء العاطفي، أي تنمية فهم المشاعر الذاتية ومشاعر الآخرين والتعامل معها بوعي والتعامل مع الضغوط من خلال التهدئة الذاتية عند التوتر أو الغضب واتخاذ قرارات هادئة بدلاً من ردود فعل سريعة وطلب الدعم من الآخرين بطريقة صحية و تحويل الضغط إلى دافع بدلاً من عائق.

وفيما يتعلق بأدوات وأساليب التطوير، أفادت: إنها تتمثل بالتركيز على الوسائل العملية التي تساعد الفرد لتحسين ذاته وتطوير مهاراته بشكل منهجي ومستمر، و شمل ذلك استخدام أدوات تقييم الشخصية، والتخطيط الذاتي، والتغذية الراجعة، والتعلم الذاتي، إضافة إلى أساليب مثل التدريب، التوجيه، والتعلم من التجربة إذ تُسهّل على المتدرب عملية التطوير وتجعلها أكثر وضوحاً وفاعلية وتزوّده بوسائل ملموسة تساعده على تحويل المعرفة إلى تطبيق، والطموح إلى إنجاز، مبينة أن أدوات التطوير تشمل تحليل SWOT الشخصي من أجل تحديد نقاط القوة والضعف والاختبارات النفسية والسلوكية هي أدوات تساعدك تفهم نفسك بشكل أعمق وهي (اختبارات الشخصية، واختبارات الذكاء العاطفي، واختبارات القيم والدوافع، واختبارات السلوك المهني أو الاجتماعي).

وأضافت ريحان: إن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه الفرد وتعيق تطوير الذات وتحقيق الأهداف، وتتمثل بالتحديات النفسية مثل ضعف الثقة بالنفس أو الخوف من الفشل، والتحديات العملية مثل ضيق الوقت أو نقص الموارد، وهذا يساعد المتدرب على التعرف على هذه العوائق، وتحليل أسبابها، ثم وضع استراتيجيات فعّالة لتجاوزها وتحويلها إلى فرص للنمو.

وختمت حديثها بالتأكيد على أن التطوير الذاتي ليس محطة نهائية، بل مسار دائم يتطلب وعياً، التزاماً، وتقييماً مستمراً، ويهدف لترسيخ ثقافة التحسين المتواصل، وتبني عقلية النمو، بحيث يسعى الفرد دائماً لتجاوز نفسه، وتعلّم الجديد، وتطوير مهاراته في مختلف مراحل حياته، وأن النجاح الحقيقي لا يأتي من خطوة واحدة، بل من خطوات صغيرة متراكمة نحو الأفضل.

آخر الأخبار
الشيخ مضر الأسعد: كلمة الشرع إعلان انتصار حقيقي للشعب السوري تثبيت سعر المازوت والبنزين بالليرة السورية.. إنقاذ اقتصادي واجتماعي بيان خليجي - بريطاني: دعم سوريا ورفض الاعتداءات الإسرائيلية عليها مفوضية اللاجئين تدعو لرفع مستوى الدعم للمهجرين السوريين عجز وتحدّيات كبيرة.. غياب النظافة يشوّه وجه حلب الحضاري مكافحة 160 هكتاراً من الباذنجان البري في السفيرة متابعة الخدمات في "الشيخ نجار".. لجان قطّاعية لـ"صناعة حلب" اتفاق دعم رواتب الموظفين.. خطوة للنهوض والإعمار شراكات جديدة في قطاع الثروة المعدنية قصة إرادة لا تُكسر.. آصف داود.. من صعوبات الطفولة إلى نيران الجبال  "الغذاء في الوقاية والعلاج" طريقك إلى الرشاقة يبدأ مجاناً جهود إغاثية ورسائل مجتمعية لدائرة العلاقات المسكونية في درعا رحلة نحو أعماقنا.. كيف نكتشف ذاتنا ونحقق أهدافنا؟ حملة "ريفنا بيستاهل" تواصل تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية المرأة في الاقتصاد السوري.. مشاركة فاعلة تحتاج إلى الاستثمار "المراكز الصحية" في حلب بين ضغط المرضى وضعف الموارد زيلينسكي يُعلن من نيويورك استئناف العلاقات الدبلوماسية بين أوكرانيا وسوريا بعد ثلاثة عقود من "الإنفاق الاستهلاكي".. قانون للضريبة على المبيعات بيئة الاستثمار الجاذبة تتطلب استقراراً تشريعياً وقانونياً الزراعة والحرف والمشاريع الصغيرة.. آليات ممكنة للحد من الفقر