الثورة – رانيا حكمت صقر:
وسط أجواء الفرح والأمل، أحيت فرقة “ذهب أيلول” حفلاً غنائياً موسيقياً متميزاً بعنوان “العودة إلى المدرسة”، بالتعاون مع جمعية طريق النور، اجتمع 41 طفلاً وعازفاً صغيراً ليقدموا لوحة فنية تدمج بين الطرب والتراث والأغاني الموجهة للأطفال.
المايسترو عرفان ضاحي أكد لـ”الثورة” أن هذا الحدث لم يكن مجرد أمسية فنية، بل كان مناسبة لإبراز المواهب وتنمية الثقة والروح الجماعية لدى الأطفال المشاركين، في انطلاقة مشرقة لبداية عام دراسي حافل بالنجاحات.
وأشار إلى أن فرقة “ذهب أيلول” التي تأسست منذ خمس سنوات كامتداد لـ”فرقة ناشي دمشق” عام 2004، تضم 41 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 4 و14 سنة، جميعهم طلاب، وتعتمد الفرقة بشكل أساسي على العزف الموسيقي، لذلك تعتبر فرقة موسيقية للأطفال أكثر من كونها كورالاً.
قدمت الفرقة طوال الأمسية مجموعة متنوعة من الأغاني والمقطوعات الموسيقية التي تنوعت بين الطرب الأصيل والتراث، تضمنت أغاني مثل: “ضوء القمر”، “بيتهون”، “أ يا زين”، بابار”، “أغنية ABC”، “فريرجاكو”، “البستان”، “لحن الحياة”، “أنت عمري”، “فطومة”، “أحلى زهرة”، “لونغا رياض”، “1000 ليلة وليلة” ووصلة “حجاز”.
رئيس مجلس إدارة جمعية طريق النور نايا برصوم تحدثت لصحيفة الثورة عن أهمية هذه الأمسية التي تكمن في اكتشاف مواهب الأطفال، ومساعدتهم على التعبير عن أنفسهم بكسر حاجز الخوف أمام الجمهور، إضافة إلى تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتجربة جديدة من خلال العزف والغناء، مشيرة إلى أن اختيار مناسبة العودة إلى المدارس يمثل رمزاً للأمل وبداية مشرقة ومفعمة بالنجاح.
وعبرت جويل ضاحي، إحدى المشاركات بالغناء، عن فخرها وامتنانها لمرافقة الفرقة لمدة ست سنوات، مشيرة إلى أن هذه التجربة صقلت موهبتها وأضافت لها الكثير بتعلّم أساليب وأنماط غنائية جديدة.
من جانبه، أعرب ورد الست عازف عود في الفرقة، عن سعادته بالمشاركة، واصفاً إياها بأنها تجربة غنية تحفر في الذاكرة ذكريات يعتز بها.
كما أكدت عازفة الكمان ماريا خليل شعورها بالسرور لمشاركتها في الأمسية التي تتزامن مع إعادة فتح المدارس، ما منحها دافعاً وحافزاً لبداية عام دراسي جديد بتفاؤل.
عائلات المشاركين أيضاً لم تغب أراؤهم، فقد عبّرت السيدة أمل بريك، والدة أحد المشاركين والذي يعزف على الأورغ، عن فرحتها بتجربة ابنها، مؤكدة أن تواجده على المسرح أمام حضور والديه يشكل له دعماً نفسياً كبيراً، يكسر حاجز الخوف ويعزز ثقته، ويسهم في تنمية حس التعاون والعمل الجماعي لديه.
أمسية فرقة “ذهب أيلول” لم تكن مجرد حفل فني، بل كانت جسراً من النور نحو اكتشاف مواهب جديدة، وزرع بذور الثقة في نفوس الصغار، مع انطلاقة عام دراسي مليء بالأمل، ومن خلال هذه الفعالية، أثبتت الفرقة أنها ليست سوى بداية قصة نجاح موسيقية تُكتب بريشة وعزف وشغف الأطفال، الذين يشكلون معنى المستقبل وأمل الغد.