حلب تجمع الفعاليات الطبية وتوحد البوصلة الإنسانية في العمل

الثورة – جهاد اصطيف:

في مدينة حلب، تتجلى اليوم صورة جديدة من صور التعاون الإنساني والاجتماعي، حيث تلتقي المبادرات الصحية مع الجهود المجتمعية، في مشهد متكامل يرسم لوحة أمل لمستقبل أكثر إشراقاً.

رسائل وحدة وتعاون

زار مدير صحة حلب الدكتور محمد وجيه جمعة، برفقة معاونه الدكتور مازن حاج رحمون، مركز “أبناء الكلمة الإنجيلي” الطبي، وهو واحد من المراكز الصحية الفاعلة التي تقدم خدمات علاجية لمختلف الشرائح، وخلال الزيارة، عبر الوفد الصحي عن تقديره للدور الكبير الذي تقوم به المؤسسات الأهلية والدينية في تعزيز البنية الصحية والاجتماعية.

وفي أجواء يملؤها الود، هنأ مدير الصحة القس إبراهيم نصير بمناسبة تسلمه مهام رئيس السينودس في سوريا ولبنان، مشيراً إلى أن هذه المحطة تؤكد الدور الإيجابي للمؤسسات الروحية في خدمة الإنسان والمجتمع، وقال جمعة في تصريح له : القيم التي تجمعنا في هذا الوطن هي قيم المحبة والوحدة، وحين نتعاون جميعاً، فإننا نبني قاعدة صلبة لرعاية الإنسان، وهذا هو جوهر رسالتنا الصحية.

من جهته، أكد القس إبراهيم نصير أن الكنيسة الإنجيلية ماضية في رسالتها الاجتماعية والإنسانية قائلاً: نحن نؤمن أن خدمة الإنسان هي أسمى أشكال العبادة، ومشاركتنا مع المؤسسات الطبية الرسمية ليست جديدة، بل هي امتداد لشراكة طويلة، هدفها الأساسي أن يبقى الإنسان في المركز.

مبادرة نوعية

وبالتوازي، شهد مستشفى الرازي في حلب انطلاق مبادرة إنسانية نوعية، تمثلت في استقبال الأطفال المصابين بشقوق الشفة وقبة الحنك، ضمن برنامج علاجي متكامل، يهدف إلى إعادة الابتسامة إلى وجوههم الصغيرة، بإشراف رئيس القسم المشرف على الحملة، الدكتور فراس مسلماني، حيث بدأ العمل بتشخيص دقيق لكل حالة على حدة، وجرى وضع خطط علاجية وجراحية تناسب طبيعة التشوه، مع الحرص على تجهيز المرضى وفق معايير طبية عالية، تضمن سرعة التدخل وتحقيق أفضل النتائج.

ويأتي هذا الجهد استكمالاً لجهود الإدارة التي لا ترى في هذه العمليات مجرد تدخل جراحي، بل تعتبرها مشروع حياة جديد للأطفال، فالابتسامة التي تعيدها لوجه طفل، تعني إعادة الأمل لعائلة بأكملها.

ويشارك في هذه الجهود نخبة من الأطباء الاختصاصيين، بينهم الدكتور مجاهد الطاهر، والدكتور سامر السخيطة، والدكتور علام المحمد، حيث يعمل الفريق بروح واحدة لتحقيق هدف إنساني سامٍ. لاشك أن مشاعر الأهالي وهم يتابعون أطفالهم أثناء الفحوصات والتحضيرات للعمل الجراحي، بدت واضحة من خلال تعبيرهم عن فرحتهم، كونهم انتظروا هذه اللحظة لسنوات، نظراً لخشيتهم أن يعيش أولادهم منبوذين أو مختلفين عن أقرانهم، ليروا اليوم أن الأمل يقترب، ويشعروا أن هناك من يساندهم ويمد لهم يد العون.هذه المشاعر البسيطة تختصر حجم الأثر النفسي لمثل هذه المبادرات، وتؤكد أن العمل الطبي لا يقاس بعدد العمليات فقط، بل بكم السعادة التي يزرعها في قلوب الناس.

إن ما يجري في حلب اليوم هو رسالة واضحة، ورغم التحديات هناك تصميم على بناء قطاع صحي قادر على تلبية احتياجات المواطنين، مدعوماً بتعاون مجتمعي، يعكس صورة سوريا التي تسعى دائماً لأن تكون وطناً جامعاً، يداوي جراحه بنفسه، ويمنح أبناءه مستقبلاً يستحقونه.

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب