“القرطل” سلة الذاكرة تنسجها الأيادي الريفية

الثورة- همسة زغيب:

تتعانق الطبيعة مع التراث في زوايا القرى السورية، لتنبض حكاية “القرطل” تلك السلة اليدوية المصنوعة من القش أو الخيزران، كانت يوماً جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، تحمل الخبز والثمار، وحتى أسرار البيوت، وتروي بصمتها حكاية المكان والناس.

بيّن الحرفي سامر السلامة، أنه ورث الحرفة عن والده، وإن صناعة القرطل ليست مجرد نسج لقش أو خيوط، بل تعتبر طقساً ثقافياً متوارثاً، تمارسه نساء ورجال الريف، خاصة في مناطق مثل غوطة دمشق وسهل الغاب وبعض قرى الساحل، وذكر أن العملية تبدأ بجمع القش أو سيقان نباتات مثل القصب والخيزران، ثم تُجفف وتُعالج لتصبح قابلة للتشكيل.

وبعدها، تبدأ الأيادي الحرفية بنسجها بخبرة تتجاوز الكلمات، فتتشكل السلة بتوازن دقيق بين الوظيفة والجمال.

وأكّد أن حرفة صناعة سلال القرطل تمثل رابطاً حيّاً بين الإنسان والطبيعة، وتحمل في طياتها قيمة جمالية ووظيفية لا يمكن تجاهلها، وأضاف أن النساء أيضاً يتولين حرفة صناعة سلال القرطل في كثير من القرى، ليس فقط كمصدر دخل، بل كفعل مقاومة للاندثار.

ويتابع: “القرطل هو ذاكرتنا، كل سلة تحمل قصة، وكل خيط فيها يروي لحظة من حياتنا، فالسلال ليست مجرد أدوات تخزين، بل قطع فنية تعبّر عن التراث والهوية”، موضحاً أن تعليم الفتيات الحرفة يعتبر جزءاً من التربية الثقافية، تماماً كما يُعلّمن الطبخ أو التطريز، مشيراً إلى أن السلة هنا ليست مجرد أداة، بل امتداد للهوية والذاكرة الجمعية.

ويلفت إلى أن القرطل، كان يُباع في الأسواق الشعبية، وبدأ يأخذ مكانه في المعارض التراثية والفنية، حيث يُعرض كقطعة فنية تحمل روح المكان، وبيّن أن بنيته العضوية تمثل امتداداً لفكرة “الاحتواء” في الفن، وأنه يعكس العلاقة بين الإنسان والطبيعة، ما جعله مادة فنية قابلة للتأويل والتوظيف في أعمال تركيبية معاصرة.

وأشار السلامة إلى أن القرطل يواجه في يومنا الحالي تحديات عديدة، أبرزها غزو المنتجات البلاستيكية، وتراجع الاهتمام بالحرف اليدوية.

وأكّد أن هناك مبادرات محلية لإحياء الصناعة، عبر ورشات تدريبية للأطفال واليافعين، وربطها بالهوية البيئية والثقافية، في محاولة لإعادة الاعتبار لما هو يدوي وإنساني.

وختم الحرفي سامر السلامة حديثه قائلاً: “القرطل ليس مجرد سلة، بل وعاء للذاكرة، وما نحمله اليوم أي إننا نحمل تاريخاً حيّاً، نسجته أيادٍ تعرف كيف تحوّل القش إلى حكاية، والوظيفة إلى فن”.

آخر الأخبار
مؤسسة سلام التطوعية .. برامج توعوية وخدمات طبية متنوعة الحصبة لاتنتظر.. لا طفل خارج نطاق اللقاح نحو مجتمع رقمي آمن ..التشهير والتهديد جرائم يعاقب عليها القانون جامعة دمشق في عين العاصفة.. دروسٌ قاسيةٌ من حادثة كليّة الآداب توريث الحب نصيبنا من الخبز والشِّعر المرافئ تستعيد دورها الاستراتيجي وتفتح أفقاً جديداً للتعافي الاقتصادي أنقرة ودمشق تبحثان تعزيز التعاون الأمني والعسكري وتؤكدان وحدة المصير سوريون في المهجر يحتفون بإلغاء قيصر إدلب تطلق حملة واسعة لضبط المخالفات المرورية والدراجات النارية الدراجات النارية في قفص الاتهام.. سرقة الحقائب في حلب خطر يتصاعد! مَحَال حلب الأثرية.. أسطورة الصمود التي لا تنكسر ركلات الجزاء كابوس النجوم في تصفيات كأس العالم 2026 المغرب وفرنسا في نصف نهائي مونديال الشباب غانا تخطف بطاقة التأهل إلى موديال 2026 نجم كرواتيا قد يموت في أي لحظة سيناريوهات التأهل لمونديال 2026 تُشعل الملحق الآسيوي قبل جولة الحسم ميسي يضيف رقماً قياسياً جديداً إلى سجله انتخابات اتحاد الكرة بين الحالة الصحية والرغبة السلطوية هل يدرب (لانا) أولمبي كرتنا؟.. مصير مجهول وتحضيرات مبهمة قبل النهائيات