ثورة أون لاين:
قالت وكالة ماكلاتشي الإعلامية الأميركية أن زهران علوش متزعم ما يسمى «جيش الإسلام» في غوطة دمشق شكا في مقابلة معها باستنبول قبل أيام أن أكثر ما أحبطه في اتصالاته مع واشنطن « كان ذلك الاتصال في شباط الفائت،
عندما طلبت واشنطن من علوش إيقاف الهجوم الصاروخي على معاقل النظام في دمشق» !!
تعرفون بالطبع ما تعنيه «معاقل النظام» من مدارس وجامعات ومشاف ودور سكنية، وتعرفون كم من الأطفال أزهقت أرواحهم في تلك المعاقل بقذائف الهاون طيلة السنوات الماضية، لكنكم ستكتشفون في مقابلة ماكلاتشي مع علوش وببساطة:
أن رحلة قذيفة الهاون من مواقع عصابات علوش وغيره في الغوطة وغيرها إلى دمشق وغيرها.. مقررة سلفاً من واشنطن التي تمنع كما قال علوش أو تأمر بإطلاقها.. فما بالكم برحلات مئات الآلاف من القذائف الأكبر والأصغر، بل الملايين منها طيلة أربع سنوات على القرى والمدن السورية!
وأن واشنطن التي تتحكم بمستوى السماح بإطلاق قذيفة هاون أو منعها، تتحكم بداهة بكل المستويات الأخرى من الحرب عسكرياً وسياسياً وإعلامياً وحتى مستوى عد أنفاس «الثوار»!
وأن كل بلدان العالم ومجتمعاته فيها بعض الخونة والعملاء وتجار الدم والقيم ، لكن.. لا كما هو حال هؤلاء في سورية، هناك يسقطون بمجرد انكشاف خياناتهم… وهنا يرتقون ويجدون من يعلق لهم الأوسمة والميداليات؟
مصيبة السوريين الأعظم ليست في علو التحكم الأميركي بأدوات الحرب ورموزها وشخوصها من علوش صعوداً وهبوطاً، بل في انحطاط «ثوارها» إلى قاع ليس له قرار؟
خالد الأشهب