ثورة أون لاين-منهل إبراهيم:
فشل على فشل يتراكم في نفوس من وضع اللبنات الأولى للحرب الإرهابية على سورية ودول المنطقة على امتداد الأعوام التي حفرت بعمق بصماتها في الزمن الراهن وأصبحت من السنوات العجاف التي مرت بها المنطقة بفعل من أراد بها الشر وحشد لها "المقاتلين" وضخ في شرايينهم الأموال السوداء والكبتاغون المخدر ليزدادوا شراسة في الحرب على المدن الآهلة والشاهدة على التاريخ .
وعلى كل الأحوال ومهما تكن نوايا "ويكليكس" المستقبلية من تسريباتها فقد أحدثت تسونامي كبيراً أغرق نظام آل سعود وجعله يمشي عاريا في وضح النهار.. فنظام "المملكة" ولم نكن بحاجة لدليل ويكليكس استنفر كل مقدرات نظامها لإسقاط الدولة السورية على وجه الخصوص.. لكن الفشل كان رفيق الدعم الطويل لنظرية الإسقاط المدعومة من دول عربية وغربية مشاركة في ذات النظرية.
جبهة الصراع مع الإرهاب أصبحت مفتوحة ومكشوفة.. ومع كل يوم يدخل فيه جسد المؤامرة على سورية والعراق واليمن وليبيا على وجه الخصوص والمنطقة على وجه العموم غرفة الإنعاش تتوالى الصدمات على عرابي المشهد ممن يمارسون السياسة لأجل الكسب والمنفعة على حساب دماء وخراب وسواد يعتري صورة المنطقة من أدناها إلى أقصاها ويطال شعوبها الآمنة .
يتنادى من يثيرون غبار المعركة الظالمة ضد شعوب المنطقة إلى موائد أمراء وملوك نذروا أنفسهم لمشروع تقسيم الأمة وإسقاط دولها.. مع أن منهم من هو إرهابي بالفعل ومنهم بالقول ومنهم محكومين بأحكام الإعدام من دولهم.. مشهد فيه الكثير من الاضطراب والإهانة للشعوب التي ينتمي إليها هؤلاء، ولدمائهم التي تسفك كل يوم بفعل ممارساتهم وممارسات الدول التي صنعتهم وتطلق لهم العنان .
دفع الأجواء في المنطقة إلى المزيد من التعقيد هو ما تفعله الأنظمة التي شنت الحرب على سورية ومنها النظام السعودي.. والمشهد اليمني اليوم يشابه في كثير من تفاصيله ما يحدث في سورية والعراق.. تنظيمات تدربت في السعودية مكونة من عشرات المقاتلين المسلحين جرى تجهيزها وإعدادها بأسلحة نوعية ومتطورة تدخل اليمن تحت مسمى "المقاومة الشعبية" لاسترجاع ما يسمونها الشرعية .. وهذا يذكرنا بدعم التنظيمات الإرهابية تحت مسمى "المعارضة المعتدلة".
سنوات إرهابهم عجاف ونغمة التحرير نسمعها اليوم في اليمن، تحرير المناطق من أهلها ودخول المرتزقة عليها.. سيناريو حدث في سورية من قبل وفي العراق وفي ليبيا ويراد لهذا السيناريو أن يعمم على جميع البلدان العربية التي لا تقدم لهم الولاء والطاعة ولا تسير في خطا مشروعهم التدميري للإنسان والحضارة

السابق
التالي