ثورة أون لاين:
توقع رئيس هيئة الأركان الأمريكي أن تستغرق هزيمة داعش ما يتراوح بين عشرة وعشرين عاماً وهي فترة أطول مما توقعها الساسة الأمريكيون وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي أوباما الذي توقع هزيمة داعش خلال أربع سنوات على أقل تقدير، وشكل تحالفاً لمحاربته من ستين دولة ولم يقدم هذا التحالف الستيني أكثر من ضربات جوية بدأت عندما تجاوز هذا التنظيم الوهابي الخطوط الحمر التي رسمتها له سياسات الدول الداعمة له واقترابه من حقول النفط والقواعد الأمريكية في كردستان العراق.
والسبب الحقيقي في عدم رغبة هذا التحالف هزيمة داعش والتراجعات المستمرة في سقوف المهل الزمنية المتوقعة لدحره أمريكياً لم تأتِ من فراغ، وإنما مبنية على معطيات سياسية تتعلق بالدعم المستمر للعصابات الإرهابية من واشنطن عن طريق أطراف أخرى تنضوي تحت لواء الولاء لها وعلى رأسها تركيا ومملكة الشر الوهابية والكيان الصهيوني حيث لا رغبة لديهم في هزيمة الإرهاب بل سعيهم يتجه إلى زيادة رقعة الإرهاب من دون الاقتراب من الحدود المرسومة له سلفاً، والتي تمرد عليها مراراً بعد أن استمد قوته من الأسلحة والأموال التي استولى عليها من الموصل بتواطؤ تركي مباشر وتحالف معها لدرجة أصبحت معه المدن الحدودية التركية تحت قبضته، واستفاد مسؤولو حزب العدالة في تركيا منه بالمتاجرة بمسروقات النفط وغيره.
وقاموا بإبرام صفقات معها لتجارة الأسلحة وإنشاء شركات استقدام للمرتزقة التي تعمل في بمعرفة وحماية المخابرات التركية، وفتحت الحدود لتلك العصابات كما قدمت لهم الدعم العسكري واللوجستي اللا محدود في العدوان على المدن السورية وخاصة في الشمال، بأموال الخليج وخصوصاً المملكة الوهابية وقطر التي تقاسمت أيضاً مهمة دعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة الجنوبية من سورية مع الكيان الصهيوني والأردن الرسمي الذي أصبح يشكل مقراً ومستقراً لتدريب الإرهابيين وتقديم الدعم للإرهابيين نيابة عن أسياده وبأموالهم.
إن الدول التي مارست الإرهاب المنظم ولا سيما المملكة الوهابية والأردن وتركيا ليست بمنأى عن تمرد الإرهابيين عليها ونقل معاركهم إليها، وقد هددت تلك الكيانات الوظيفية أكثر من مرة حتى أصبحت الآن تحت رحمة الإرهاب الذي يتغلغل في مدنها يوماً بعد يوم، وأصبح البحث عن مخرج لهم من هذا المأزق يتطلب معجزة كبرى ربما تحصل، وربما لا تحصل وفي الحالة الثانية سيجدون دولهم ومواطنيها في مواجهة إرهاب هم ساهموا في خلقه وإنشائه إلى أن أصبح يخيفهم قبل سواهم.
سورية والعراق تحاربان الإرهاب في الميدان وحدهما ولا تنتظران إقتناع تلك الدول بأن الإرهاب يهددهم كما يهدد سواهم، والزمن القادم ليس في مصلحتهم قطعاً، فالأمر بدأ يخرج من تحت سيطرتهم وبدؤوا يكتوون بنار الإرهاب الذي استقدموه إلى المنطقة وبدأت مرحلة التحسيس على الرؤوس والبحث عن مخارج قبل أن يفوت أوانهم.
أحمد عرابي بعاج