ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم: هي يد الإرهاب حين تمتد تحت جنح الظلام لتلتقط بمجساتها اللحظة التي يبحث عنها رعاتها ومصنعوها.. وهي يد المرتزقة تصافح بأصابعها الملوثة عتبات لم تطلها من قبل.. وكما جاءت تخرج وهي متخمة بأذيال خيبتها بعد أن أفلست.
حين لم ينفع الكذب والافتراء والفبركة.. وعندما فشل التهديد والوعيد.. وحين عجزت العقوبات والتضييق، وحين انفضحت الاتهامات الباطلة حضر الإرهاب برصاصاته وعبواته وناسفاته.
وحين يئس الجناة بمخططيهم ورعاتهم ومموليهم من التأثير على القلم السوري وصوته الحر والحقيقي.. كانت بدائلهم وخياراتهم رصاصات أخرى أو مزيداً من تفجيراتهم الإرهابية.
هو الإعلام السوري من جديد في دائرة الاستهداف..وفي مرمى الإرهاب.. تتلون الأدوات والوسائل وتتباين الطرق والأساليب والغاية واحدة أن يوقفوا أقلام هذا الإعلام.. أن يسكتوا أصواته .. وأن يعطلوا منابره.
لم يتمكنوا عبر التشكيك بجدواه وفعاليته، ولا من خلال اتهامه بالقصور والتخلف والمحدودية والخشبية، فكانت بدائلهم الرصاص للقتل.. وحين لم يروِ ظمأهم كان الاختطاف والذبح.
لم يستطيعوا بالعقوبات والتهديد والوعيد، ولا بالافتراء عليه وعلى مقدراته ودوره، فكان خيارهم الإرهاب.. وحين أفلسوا في التأثير استبدلوا القلم بالرصاص.. والصوت بالإرهاب.
لا أحد لديه أوهام، لأن هذا الاستهداف معلن وواضح.. وقد لمسه الجميع، وليس لدينا تخيلات ولا حتى تمنيات، لأنها الحقيقة الواضحة، حين لم تنفع أبواقهم المسعورة ولا أقلامهم المأجورة في التأثير.. كان لابد من إسكات الصوت السوري وإيقاف القلم السوري وبالإرهاب ذاته.. والمعيار نفسه وان تعددت نماذجه وتدرجت أساليبه، من الترهيب الفكري والجسدي إلى الخطف والقتل وبينهما التفجير والدموية في الاستهداف.
لا أحد لديه أوهام.. هذا صحيح.. لذلك يؤلمنا أن نجد يد الإرهاب حين تتسلل من خلفنا.. كما توجعنا أن تكون من بين ظهرانينا.. وأن نلمس حضورها ونتحسس وجودها.
يقيننا أن الإرهاب المدان والمقيت ومهما كان بشعاً وقذراً ومنحطاً.. نعرف كيف نواجهه.. ولن تعيينا الحيلة في محاربته بل اجتثاثه.. وهذه الظلامية وتلك السوداوية مهما اشتدت لن نتأخر في الحسم معها.
وباليقين ذاته أيضاً فإن يده التي تسللت غير مرة.. وأوجعتنا غير مرة.. وذراعه التي طالتنا أكثر من مرة وآلمتنا جميعاً وفي أكثر من مرة.. لن يصعب علينا بترها.. وإن نجحت مرة.. فلن تستطيع مرة أخرى.
هذا التكالب في الإرهاب.. وهذا التنويع في مفرداته وأدواته ووسائله وطرقه.. ندرك أنه يعكس واقعاً نلمسه.. ويترجم حقيقة يدركها رعاته وممولوه وحاضنوه..بأن إفلاسهم وعجزهم يضيّق الخناق عليهم.. يسقط في يدهم.. لذلك يواجهون القلم السوري بالرصاصة..والصوت السوري بالتفجير والإعلامي السوري بالخطف والقتل والذبح.
لكن.. لن نسكت.. « بتواضع » أدواتنا.. و« محدودية » امكانياتنا. نمتلك عزيمة بلا حدود،وإرادة بلا سقوف..
بأدواتنا هذه.. وامكانياتنا تلك نستكملها بهؤلاء الإعلاميين السوريين الذين كانوا دائماً الكفة الراجحة.. كسبوا الرهان.. وحتى حين يحضر المرتزقة برصاصات غدرهم وإرهابهم سنكسب الرهان.. أقلامنا لنا.. وأصواتنا لنا.. وستبقى معنا ولنا رغماً عنهم.
a.ka667@yahoo.com