ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
الآن وبعد قرابة خمس سنوات من الحرب على سورية تحاول أوروبا أن تظهر أن ضميرها قد صحا وأنها بصدد مساعدة السوريين وتقديم التسهيلات للاجئين وهي التي كانت شريكاً رئيسياً في الحرب وقدمت السلاح وشجعت إرهابيها على السفر إلى سورية عبر الوسيط التركي الذي استفاد من قتل سورية جيئةً وذهاباً… أمر يستحق التوقف عنده.
فبعد أن استقر الأمر لحكومات أوروبا بأن معظم إرهابيي دولها أصبحوا الآن إما في سورية أو في الطريق إلى سورية عبر تركيا… قدموا أنفسهم على أنهم حماة الإنسانية ووجدوا في ذلك معبراً جديداً للعزف على وتر الازمة السورية بتصدير الإرهاب إليها وجلب الكفاءات السورية ومحاولة تفريغها من مواطنيها لتصبح كما يحلمون بها مرتعاً وموطناً للإرهاب، ولا يهم إن كانت الغلبة لداعش أم لسواها من التنظيمات الإرهابية في السيطرة على المناطق الجغرافية السورية، فكله يصب في مصلحتها ولا يكلفها الكثير….
وعلى الضفة الأخرى واشنطن التي تنفخ بالنار وتبتعد بقدميها عنها، فهي تحذر أوروبا وتدفع بالإرهاب إلى الاستعار أكثر وأكثر، وتضحك على أصحاب العقول الخرفة والعقول الصغيرة في دول الخليج وتبيعهم خردة سلاحها بمئات المليارات كلما سنحت الفرصة.
فاستقبال أوباما لخرف السعودية لم يمر دون عقد صفقات بالمليارات تبعت سابقاتها والتي أبرمت مؤخراً عندما استدعي حكام الخليج وشدوا من لحاهم إلى كامب ديفيد وقدموا فروض الطاعة لواشنطن التي باعتهم السلاح والوهم في الدفاع عن عروشهم المهتزة والتي لن تصمد طويلاً قبل أن ينفجر الإرهاب في حضنها وهو الذي تربى في مدرستها الوهابية.
السوريون بشغف للعودة إلى بلدهم والمساهمة في إعادة إعماره، والزوبعة التي أحدثتها أوروبا هي وسيلة مخزية لدفع السوريين إلى ترك وطنهم لكنها لن تنجح أبداً ولن يفلحوا في ذلك ولن يفرحوا كثيراً.
فالسوري هو سوري الهوى والعقل والقلب أينما كان وأينما استقر مؤقتاً، فالعودة إلى تراب سورية هي طموح كل سوري.
وليسألوا من اضطرته الظروف التي خلقها الإرهاب وأسياده: «ماذا تريد؟» وسيسمعوا منهم جواباً واحداً: «العودة إلى سورية وعودة الأمان ودحر الإرهاب»….هؤلاء هم السوريون حقاً.

السابق
التالي