محفل الصفاقة السياسية….

ثورة أون لاين-بقلم رئيس التحرير: علي قاسم: تعود الصفاقة السياسية إلى الواجهة مؤطرة بمحفلها الجديد.. وتستعرض الأكاذيب والفبركات، مقدرتها على خلق الإيحاءات الغامضة والمبهمة،

بدءاً من افتعال المعارك الافتراضية ومروراً بحملة التشويش المتعمّدة في اختلاق الأحاديث، وصولاً إلى هذا الطيف الواسع من الافتراءات التي لم تتوقف.‏

وإذا كان من المفهوم أن الصراخ الذي يعلو والصخب الذي يزداد هو ترجمة عملية للخيبة أو هو ترداد لاستغاثات مرتزقتهم وانعكاس لانكسارات حادة لازمت أطراف المشروع – أصلاء وأجراء – فإن العودة إلى اختلاق مشاهد وتبرير خطوات يطرح المعضلة من بابها الواسع ولا سيما حين تقترن بالبحث عن مبررات تسوّغ التراجع عن الوعود التي أعطيت والتهديدات التي أطلقت.‏

ويتضح ذلك أكثر في الإثارة التي تنطوي عليها الدعوات السياسية، ومحاولات استقطاب الأضواء تحت عناوين كاذبة ومفرطة في افترائها، وخصوصاً حين تصطدم بالدور المشبوه الذي أداه ويؤديه أولئك الساسة في زيادة الانقسامات وتأجيج الصراع، وصولاً إلى الأصابع التي تغوص في الدم العربي والإسلامي على حد سواء.‏

تجارب الأشهر الأخيرة وربما الأسابيع تشي بأن حفلة الأكاذيب التي افتضحت نفسها غير مرة، لم تعد قادرة على تسليك المنافذ المغلقة ولا باستطاعتها فتح الأبواب الموصودة.‏

بالتوازي مع ذلك نرى على المقلب الآخر أن الاستنجاد بالأوراق القديمة تفضي تلقائياً إلى الاستنتاج بأن ما استحدث منها والرهان على التطورات كان رهاناً خاسراً بامتياز.. فالحديث المتواتر عن المناطق العازلة ومن ثمّ إرفاقه بصعوبات تحول دون ذلك، مضافاً إليه وعليه استعراضاً للقوة عبر المناورات أو الحشود، لن يسهم في تهدئة مخاوف مرتزقتهم ولا في تماسك أعصاب متزعميهم ورعاتهم.‏

وحين يحضر الصوت الروسي وسط هذا الحراك المشبوه من أقطاب التآمر، يدفع إلى الجزم بأن المسألة لم تعد متروكة للمصادفة، ولا هي فقط في معايير التجاذب القائمة، وإنما تعتمد على تحديد دقيق للخطوط الحمر التي ترتسم بوضوح، وحين يتم المسّ بها أو الاقتراب منها لابد من الاستماع لهذا الصوت، لأن المسألة لم تعد مجرد افتراق في المشهد بل هي أيضاً انعكاس لتداعيات هذا الافتراق ومرتسماته في القضايا الدولية.‏

وحين تشتدّ الصفاقة السياسية إلى الحد الذي بات يحاكي فيه ساسة «أرذل العمر» المبادرات والحلول بلغة صادمة استهلكت أغراضها ونفاق سياسي فاضح بعد أن اهتزت عروشهم من الداخل..‏

في هذه الصفاقة تتقدم الأكاذيب على سواها، وتمارس دورها المستجدّ بعد أن بدا القديم منها بالياً وفاقداً لتأثيره وقد انفضحت تفاصيله أو ظهرت إلى العلن.‏

وفيها أيضاً تواصل الكومبارسات الادعاء بأداء الأدوار السياسية الكبرى، وتستمر الظاهرة الصوتية في ملاحقة فقاعاتها المتلاشية، فيما يقود المتورم منها أوهامه وأضغاث أحلامه متلبساً بما اقترفته دولاراته.‏

اللافت أن الرابط بين الصفاقة السياسية وحملة الأكاذيب المستعرة يُبرز حالة التدافع بين ساسة الارتهان للمشروع الغربي إلى تبرئة الذمة السياسية بعد أن شعرت بدنو النهاية المحتومة، وتبعثر في ايجاد البدائل، فتتراجع أو تبتلع جزءاً من تصريحاتها ومواقفها وتفتقد المحاججة بما تبقى.‏

ما هو واضح وصريح وعلني أن المصادرة السياسية للمنظمات والهيئات بلغت ذروتها.. وهي كما استكانت لعجزها فيما صادرته سابقاً، بعد أن فشلت في توظيفه، محكوم عليها اليوم بالعجز أيضاً.. وكما استفاقت متأخرة في تعويض فشلها تحت راية «التضامن» تأخرت أيضاً في تلمّس الأعذار والمبررات، لأن القسط الأخير قادم للإيذان بعصر التقهقر الذي يلامس صميم وجوهر ما قدمته جلسات التآمر والغرف المغلقة، وحتى المنابر التي اتخمت بالشهوات والدعوات، ويحاكي أساس الاقتباس الجرمي في عمل التنظيمات ولو كان خجولاً.‏

a.ka667@yahoo.com ‏

 

آخر الأخبار
رجل الأعمال قداح لـ"الثورة": مشاريعنا جزء بسيط من واجبنا تجاه الوطن   في أول استثمار لها.. "أول سيزون" تستلم فندق جونادا طرطوس وزير المالية يعلن خارطة إصلاح تبدأ بخمس مهن مالية جديدة   بدء الاكتتاب على المقاسم الصناعية في المدينة الصناعية بحلب  تسريع تنفيذ الاستثمارات الطموحة لتطوير الاتصالات والانترنت بالتعاون مع الإمارات  موقعان جاهزان لاستثمار فندق ومطعم بجبلة قريباً  صيانة شبكات الري وخطوط الضخ في ريف القنيطرة  في منحة البنك الدولي .. خبراء لـ"الثورة": تحسين وتعزيز استقرار الشبكة الكهربائية وزيادة بالوصل  وزير الطوارئ  من إدلب: دعم متواصل لإزالة الأنقاض وتحسين الخدمات  انطلاق المرحلة الثانية من الأولمبياد العلمي للصغار واليافعين  بطرطوس  إقلاع جديد لقطاع الطاقة في حلب... الشراكة بين الحكومة والمستثمرين تدخل حيز التنفيذ أزمة المياه في  دمشق ..معاناة تتفاقم بقوة  الشيباني يبحث مع السفير الصيني تعزيز التعاون الثنائي اتفاقية فض الاشتباك 1974.. وثيقة السلام الهشة بين سوريا وإسرائيل مسؤول أممي: وجود إسرائيل في المنطقة العازلة "انتهاك صارخ لاتفاق 1974" إصلاح خط الكهرباء الرئيسي في زملكا  السيارات تخنق شوارع دمشق القديمة "وول ستريت جورنال": إسرائيل خططت لأكثر من عقد للهجوم على إيران فيدان يُحذّر من خلخلة التوازن الأهلي والديني في سوريا: "داعش أداة في لعبة أكبر"   العمل خارج الاختصاص الأكاديمي.. فجوة بين الحلم والواقع