الإبراهيمي وانحسار التصفيق الغربي…

ثورة أون لاين:بقلم رئيس التحرير-علي قاسم: نعتقد إلى حدّ الجزم بأن الأخضر الإبراهيمي يدرك – كما الجميع – أنه أمام مهمة تحيط بها حقول الألغام.. وتتوعدها محاولات لم تخفِ نفسها، ولا هي محرجة من وعيدها أو تهديدها..

وكما اصطدم سلفه بتلك الحقول، رغم حذره من ملامستها كي لاتنفجر به، فإن النأي بالنفس عنها لم يكن خياراً صائباً وأوصل جهوده إلى حائط مسدود.‏

لذلك .. المعضلة ليست في قبول موارب ترجمته على حياء مواقف غربية غالت في انهزاميتها، وعبرت عن محدودية في تحمل المسؤولية، إنما في تلك التي وضعت إشتراطاتها الملغمة قبل أن تبدأ المهمة.. وحتى قبل الحصول على موافقة الإبراهيمي بتولي مسؤوليتها، فيما جاء هروبها من جلسة التشاور ليكشف عن جانب لايقل خطورة عن الاعتراض عليها ذاته.‏

والأدهى أن يقترن ذلك كله بتسريبات، وتسربيات مضادة، غايتها إعادة خلط الأوراق، وأحياناً المفاهيم .. وصولاً إلى إدخال المهمة منذ البداية في متاهة التفسيرات والتوضيحات، حيث الأصابع الغربية الملتوية قد أفاضت في تعرجاتها الهادفة إلى نسف الفكرة والإنقضاض على ماتم توثيقه، بما في ذلك اتفاق جنيف.‏

عند هذا الفاصل نجزم أن الأخضر الإبراهيمي يتوقف في قراءاته ومحددات مهمته بخطوطها العريضة، وهو الذي سبق له أن عانى في مهماته الدولية السابقة من تلك الأصابع التي يشتم منها رائحة التصميم على إفشالها، وبالتالي من البديهي أن تستوقفه جملة الملاحظات والخطوط المتراصفة تحت بنود مهمته، وهو يقرأ مابين سطورها بتمعن.‏

فالاستماتة الغربية لإنهاء مهمة المراقبين، وقبلها دفع أنان إلى إعلان انسحابه من المهمة تعكس الكثير من الأبعاد والخفايا التي كانت مغلفة بشعارات كاذبة، وتميط اللثام عن المحاولات المحمومة لإفشالها والتي كان بعضها على الأقل علنياً وفوق الطاولة.‏

ولا يخفى على أحد أن الموافقة الغربية على المهمة منذ البداية جاءت على مضض، بعد أن فوجئت بالموقف السوري الإيجابي، وهي التي مافتئت تراهن على رفض سوري، عملت وخططت وجهدت من أجل أن يكون شماعة لزج مجلس الأمن بفصوله جميعها في الأزمة.‏

وبعد ما أفلست كان العمل على تفخيخها من الداخل، وحين عجزت كان الإيعاز لأدواتها باستهدافها بشكل مباشر، وعندما لم تتمكن كان بتصعيد الوضع على الأرض عبر المرتزقة .. وصولاً إلى رفض التجديد لها.‏

اليوم تبدو الإشارة الكبرى وقد ارتسمت أمام المشهد بتداعياته ، وخطت على حوافه الأولى ملامح محاولات جديدة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، عبر الحديث المتواتر عن متغيرات في المهمة وبنودها، ودور المبعوث الجديد.‏

بالطبع ليس بمقدور أحد أن يحذف الكثير من التفاصيل، كعجزه عن تجاهل العناوين التي سطرتها المواقف الغربية منذ مهمة المراقبين العرب، وفي الوقت ذاته ليس من المستبعد أن تأخذ محاولات الحذف دورها وحضورها في المشهد بتداعياته المختلفة، خصوصاً حين يتعلق الأمر بنصوص حاضرة في ملفات المنظمة الدولية.‏

وعملية الاقتصاص من المهمة وفكرتها ستطول من يديرها بالضرورة، والقصاص السياسي اليوم لن يتوقف على تعطيل المهمة وإعاقة الدور، بل سيتعداه إلى وضع الألغام التي قد تنفجر ذاتياً، حين تحاصر السيد الإبراهيمي بتلك الاشتراطات، وحين تعجز يكون الهروب السياسي في تعطيل النقاش.‏

سورية التي تعاملت مع كل المبادرات بإيجابية، بالتأكد لن تدخر جهداً في سبيل إنجاح مهمة السيد الإبراهيمي، وهي تمارس دورها وموقعها بمسؤولية واضحة، بعد أن بات الفصل واضحاً بين مواجهة الإرهاب كمسار لن يتوقف إلا باجتثاثه، وبين المسار السياسي واعتبارات الحوار ومتطلباته، وهو ماعملت وتعمل عليه.‏

وسواء كان تصفيق الغرب لفشل مهمة أنان، أم للمرتزقة ورعاتهم ومموليهم، فالمعضلة القائمة أنهم يبحثون عن مخارج مغلقة سلفاً، وإذا كان من المحسوم أنهم لن يصفقوا هذه المرة، فالأحرى بهم أن يُسكتوا أبواق الفتنة، وأن يكموا أفواه المرتزقة والأجراء وأن يكتموا الأطراف والأدوات الوالغة في الإرهاب.. ويقيني أنهم لن يفعلوا.؟!!‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
مرحبة بقرار "الأوروبي" رفع العقوبات.. الخارجية: بداية فصل جديد في العلاقات السورية – الأوروبية روبيو يحثُّ الكونغرس على اتخاذ خطوات تشريعية لجذب الاستثمارات إلى سوريا الشيباني: قرار "الأوروبي" رفع العقوبات سيعزز الأمن والاستقرار والازدهار     في ذكرى رحيلها .. وردة الجزائرية أيقونة الفن العربي الأصيل الاتحاد الأوروبي يقرر رفع العقوبات عن سوريا.. د. محمد لـ "الثورة": انتعاش اقتصادي مرتقب وتحولات جيو... دمشق  عمرانياً  في  تشريح  واقعها   التخطيطي  السلطة  السياسية  استبدت  بتخطيط   خرب   هوية   المدين... رش المبيدات الحشرية مستمر في أحياء دمشق  مجلس تنسيق أعلى سوري – أردني..الشيباني: علاقاتنا تبشر بالازدهار .. الصفدي: نتشاطر التحديات والفرص  مشروع استجرار مياه الفرات إلى حسياء الصناعية للواجهة مجدداً  شحنة أدوية ومستلزمات طبية من "سانت يجيديو" السورية للتجارة تتريث في استثمار صالاتها  أسعار السيارات تتهاوى.. 80 بالمئة نسبة انخفاضها في اللاذقية .. د. ديروان لـ"الثورة": انعكاس لتحرير ا... الفواكه الصيفية ..مذاق لذيذ بسعر غال..خبير لـ"الثورة": تصديرها يؤثر على أسعارها والتكاليف غالية   لقاح الحجاج متوفر في صحة درعا  إصلاح خط الكهرباء الواصل بين محطتي الشيخ مسكين – الكسوة تطوير المهارات للتعامل مع الناجين من الاحتجاز القسري  تحديات صحية في ظل أزمات المياه والصرف الصحي.. "الصحة " الترصد الروتيني ونظام الإنذار المبكر لم يسجل... مدير تربية اللاذقية: أجواء امتحانية هادئة "فجر الحرية".. 70عملاً فنياً لطلاب الفنون بدرعا مبادرة أهلية بحماة لترميم مدرسة عبد العال السلوم