في الطريق إلى فيينا..!!

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم:
تزدحم التسريبات قبيل لقاء فيينا الثاني، وقبل أن تُحسم هوية المشاركين والمدعوين، وتتسابق التوقعات في رسم صور متباينة على وقع ما نشهده من تصادم واضح في الرغبات والنيات، وصولاً إلى حرب الشائعات وما يختلط بها من تأويلات وتفسيرات تبدو في أغلب الأحيان متناقضة..

وفي بعضها متعارضة مع الواقع إلى حدّ الخلط بين الهواجس والتمنيات، مع ما يوازيه من تمادٍ في لغة الافتراض.‏

الأكثر من هذا وذاك ما يتم تداوله من صيغ تحاول أن تضع سيلاً لا ينتهي من التكهنات حول تعديلات أو تغييرات أو طروحات ومبادرات في مواقف باتت خارج سياق أي نقاش أو حديث بحكم الأمر الواقع، وإن كان البعض يريد أن يعيد النبش في رماد الأوراق المحترقة بغرض إثارة المزيد من الغبار المفتعل، فيما تتوازى معه إلى درجة كبيرة محاولات يائسة لتعويم ما يمكن تعويمه من فرضيات تحاكي رغبتها في تمييع الأمور.. وتأجيل البحث في النقاط الجوهرية التي تصلُح كقاعدة أو توطئة لأي مسار سياسي.‏

فحديث التركي عن قرب التوافق على ما سمّاه منطقة عازلة، قابله نفي أميركي سريع وحاسم، وما تحدثت به بعض المشيخات عن حراك أو توجه لتمييع أي محاولة لتحديد التنظيمات الإرهابية، قابله رد بريطاني يطلب منها إعادة النظر في مواقفها الداعمة لتلك التنظيمات، وإذا كان الكلام الأميركي أو البريطاني لا يكفي للتعويل على جدية الحديث الغربي عموماً، فإنه يعكس إقراراً بتغيير في مقاربات، ولو كانت في جزء منها للتغطية على الفشل المزدوج في تحديد المعارضة التي يريدونها أن تجلس على طاولة الاجتماعات وما سيليها.‏

ضمن هذا النسق يبدو اجتماع فيينا على مفترق طرق واضح، حيث سيكون بالضرورة محمولاً على الفارق بين اتجاهين متعارضين، وربما رأيين متناقضين، ومن دون أن يكون قادراً على الجزم بالخطوة التالية قبل أن يُبت في أولويات المرحلة وما تقتضيه، حتى لو حاول الكثيرون التلويح بغير ذلك، خصوصاً أن الدبلوماسية الروسية التي جمعت في فيينا الأول ما عجز عنه الغربيون لوقت طويل، مؤهلة لتوفير ما يحتاجه نجاح فيينا الثاني، ولو كره الغرب أو اغتاظت أدواته في المنطقة، وفي الحد الأدنى وضع النقاط على حروف المواقف, الجادة منها والمراوغة..‏

هذا لا يعني أن الطريق إلى لقاء فيينا أو إلى ما بعده ستكون معبّدة بالنيات الجادة أو بالرغبة الصادقة، فالواضح أننا أمام مخاض صعب وقاس، وأن فيينا أمام اختبار أكثر صعوبة، في وقت تبدو فيه مقاربة المبعوث الدولي بحاجة إلى إعادة تقويم ذاتي لكثير من المفردات والأفكار التي يعيد طرحها، وبعضها -على الأقل- تجاوزته الأحداث أو يبدو أقرب إلى الترف السياسي بما فيها مقولة العصف الفكري أو تخفيف حدّة العنف، وما تنطوي عليه من تفسيرات مطّاطة وحمّالة أوجه وقابلة للتأويل المزدوج والتفسير الخاطئ، ويستطيع عبر تجاربه السابقة أن يجري ما يحتاج من مقارنات وأن يتجاوز ما يمكن من مطبات، وتحديداً تلك التي تحاول أن تُعيد الجهد الدولي إلى المربع الأول، وأحياناً إلى ما قبله.‏

التعويل على النيات لا يكفي، والرهان على تبدّل المزاج الدولي لا يُغني، والارتهان إلى التمنيات أو الهواجس لا يمكن أن يدفع نحو الأمام بقدر ما يشكل قاطرة للشدّ العكسي، بحيث ما تحقق في فيينا الأول مهدد بالتلاشي، وربما الاندثار في ظلّ لغة سياسية تتحرك من دون ضوابط فعلية.. وممارسات لا تأخذ بالاعتبار ما تحقق في فيينا الأول، ولا تنتظر ما يمكن أن يؤول إليه الثاني، والأخطر فيه ما يتم إسقاطه سياسياً من تصرفات لدول إقليمية تعتقد -وربما يتورّم لديها الاعتقاد- وتجزم -وقد استطال فيها إلى حدّ المرض- بأن لديها متسعاً من الوقت لمزيد من اللعب بنار الإرهاب، ولديها متسع من مساحة الدور والوظيفة لتأجيج ما أشعلته، ليقينها بأن مصيرها في نهاية المطاف مرهون بمصير الإرهاب، وأي حرب ضده أومواجهة معه تعني سقوط ما تبقّى من أوراق، وخسارة ما تجمّع من تراكمات جزئية هنا أو هناك.‏

ربما هذا كلّه يصعّب من مهمة فيينا الثاني، وربما يضيّق المساحة الفاصلة بين خيارات تبدو جميعها مفصلية في تحديد مسار الأحداث، وهوية الجادين في مواجهة الإرهاب، وتلك ربما واحدة من محاسن فيينا التي لا يستطيع أن ينكرها عليه أحد، رغم كل ما يسبقه من قصف سياسي، وكل ما يمكن أن يلحق به من غبار عاصف، حيث القرائن والأدلة كافية لتفصل بين صورة افتراضية مارست تسويفها ونفاقها، وبين مشهد واقعي يمضي في تحبير إحداثياته على خارطة المواجهة مع الإرهاب وداعميه وحتى مستثمريه..!!‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة