ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم
هي حلب.. كانت عنواناً وستبقى كذلك.. لن تبدّل ثوبها الذي تفاخرت به.. ولا هندام حضارتها الذي ازدهت به رغم إرهابهم.. وحقدهم وضغينتهم وسوداوية انتقامهم.
على مدى أسابيع خلت كانت ولا تزال في صدر الاهتمامات والحديث الذي لم يتوقف ولم يغب حتى في الموجزات المختصرة، ولم يخلُ منه نقاش ولا ابتعدت عنه مقاربة.
ندرك كما يدركون.. كم هي حلب غالية.. وهي تغطي شغاف قلب السوريين.. تمتد معها وخلفها حكايات سورية دمغتها نكهة حلب وبصمات أصابعها المغلفة بنسغ سوريتها.
لكن ما لا يدركونه.. ونعرفه إلى حدّ اليقين.. أن حلب لم ترهبها في الماضي تهديداتهم.. ولن يرهبها اليوم إرهابهم ولا حقدهم وضغينتهم.. استطاعت في الماضي أن تتجاوز آلامها وأن تكبر على جراحها.. وستستطيع اليوم أن تنفض عنها غبار الآثمين.. وأن تردَ كيد المستهدِفين، وكما كسبت رهانها الوطني ستكسبه أيضاً رغم ما أفاض من إجرامهم.
نوقن أن جراح حلب اليوم تمتد في الوجدان السوري عميقاً.. وندرك أن الآلام تشمل السوريين في كل بقعة من الوطن.. ونعرف أن حلب تدفع اليوم ثمن رفضها للإرهاب.. وأثمان موقفها الوطني المتجذّر ودورها وتاريخها.
في حكايات التاريخ الموغل منه والحاضر الماثل أمامنا كانت حلب.. وفي الحدث السوري كانت حلب.. وفي مواجهة الإرهاب ورفض الإرهابيين كانت أيضاً حلب.
وفي التاريخ الذي يكتبه السوريون اليوم ستكون حلب.. وفي تفاصيل المواجهة التي يخوضها السوريون ستكون أيضاً حلب.. وفي اندحار القتلة والمرتزقة والتكفيريين والإرهابيين بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم ستسجل حلب انتصارها.. وفي الحرب الكونية التي تُشنّ ضد سورية ستكون هناك جولة حلب المفصلية والفاصلة.
لم نقل وحدنا أنها ستكون كذلك، بل هم أيضاً.. أطراف تلك الحرب ومرتزقتها وأدواتها وقتلتها، جميعهم يرون فيها فاصلة.. ونحن نعرف ذلك.. لكن.. فاصلة في تأكيد إرادة السوريين وفي تصميمهم على دحر الإرهاب.. وكسب الرهان من جديد على أرض حلب التي يسجل فيها السوريون انتصاراتهم بتلك الحرب وعلى مدبريها والمتورطين فيها.
مفصلية حلب تسجل اليوم فصلاً جديداً.. يحاكي فصول الانتصار السوري رغم دموية إرهابهم الحاقد وعدوانيتهم السافرة، ويضيف صفحة من المواجهة التي تؤكد فيها حلب أنها على العهد… ويجدد فيها السوريون مقدرتهم على المجابهة، وأن الإرهاب والتخريب لن ينالا من عزيمة تزداد كل يوم يقيناً وثباتاً.
ساحة سعد الله الجابري وكل أحياء حلب وشوارعها القديمة والحديثة منها.. أهل حلب الذين اعتدنا على صباحاتهم ومساءاتهم.. على الحياة النابضة فيهم التي كانت دائماً أقوى من إرهاب الوهابية والعثمانية الجديدة وممولها القطري.. وتشتد عزيمة مع كل جولة.. وفي كل مفصل.. وأمام كل فصل..
هكذا كانت بالأمس.. وستبقى اليوم وغداً عنواناً يحتل الصدارة.. ويسترعي الاهتمام والمتابعة ومثلما تعالت على جراحها.. ستضمّد ما أصابها لتكون لوحة الوطن معها وبها أجمل..
سورية التي تحاكي فينا وجدان الحضارة والتاريخ ستبقى أقوى.. وتعرف كيف تردّ كيد المعتدين وتجتث الإرهاب وتقطع اليد التي تمتدّ إليها في الداخل والخارج.
هي حلب العنوان وستبقى السبيل..!!
a-k-67@maktoob.com