تأسست الجمعية العامة للامم المتحدة في منتصف اربعينيات القرن الماضي لتكون عاملا مساهما ومنظمة مسؤولة ومعنية بحفظ السلم والامن الدوليين على خلفية ما واجهته البشرية من مأس وويلات بفعل الحربين العالمتين الاولى والثانية والنتائج الكارثية لهما على الصعيد الانساني ولاشك ان تلك المنظمة الدولية التي اشبه ما تكون ببرلمان عالمي حاولت ان تلعب وتضطلع بمثل هذا الدور وتساهم في الحيلولة دون وقوع نزاعات وحروب بين الدول ولكن وبالنظر لتحليل ناتجها في هذا المجال يلحظ المراقب المحايد والموضوعي لادائها انهالم تقم بما يوجب عليها القيام به وهو ما نص عليه صراحة ميثاق تاسيسها بسسب سطوة القوى الكبرى على قراراتها وتوصياتها بما فيها مجلس الامن الدولي الذراع العملية والسياسية لها ولاسيما الولايات المتحدة الامريكية التي مارست سطوا وتأثيرا عليها بحكم نفوذها السياسي والعسكري والمالي على الكثير من دول العالم .
لقد تحولت الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة الى كرنفال سياسي سنوي له طابع الاستعراض السياسي او منبرا تمارس فيه بعض القوى الكبرى ذات النفوذ العسكري والاقتصادي والمالي محاولات هيمنة على الدول التي لا تنسجم سياساتها مع استراتيجياتها الكونية والاكثرمن ذلك تؤمن الحماية لدول وقوى تهدد الامن والسلم العالمي بشكل مستمر ولا سيما الكيان الصهيوني الذي يمعن في انتهاك الشرعية الدولية ويمارس عدوانا مستمرا على الشعب الفلسطيني ويشكل حالة توتر مستمر في المنطقة والعالم دونما ان تتخذ بمواجهته اية اجراءات رادعة تمنعه من ذلك في حين نرى تلك المنظمة المختطفة ومع الاسف من قوى كبرى ذات تكرس اجتماعاتها ونشاطات المنظمات التابعة لها للتاثير سلبا فيما تعلق بالازمة في سورية والاكثر من ذلك تدفع باتجاه العسكرة والتصعيد والتوتر بدل التركيز على الحل السياسي وهو ما يتناقض بشكل واضح مع مضامين وجوهر وروح ميثاق تاسيسها .
لقد تعاملت سورية بشكل دائم بروح ايجابية مع تلك المنظمة وعملت حثيثا على ان تاخذ دورا ايجابيا في حل النزاعات بين الدول بالطرق السلمية خاصة تلك التي لها انعكاس على الامن الدولي والاقليمي ولعل مشاركة الوفد السوري الذي يرأسه السيد وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين في دورة انعقادها السنوية هو تاكيد سورية على ان تكون عضوا فاعلا ومساهما في هذا المنبرالاممي يتيح لها الى جانب المشاركة في النقاش والحوار في كل ما يتعلق بالقضايا الدولية فرصة لعرض وجهة نظرها ورؤيتها للازمة التي تعيشها سورية والمنطقة والعالم والناتجة عن تدخل دولي واضح من قوى اقليمية ودولية في قضية يفترض ان يكون حلها داخليا ما ساهم في تاجيج نار الصراع وسفك المزيد من الدم السوري جراء ذلك التدخل الفاضح ناهيك عن تصدير الازمة خارجيا بشكل مغلوط وكاذب ومكشوف من خلال التوظيف الاعلامي والاستثمار في البعدين الانساني والاخلاقي للازمة .
لقد اعلنت سورية دائما حرصها على اطفاء نار الازمة عبر الحوار الوطني والحل السوري وان ذلك لا يتحقق لا من خلال وقف مصادر العنف باشكاله والزام الدول المنخرطة في الحرب على سورية وقف عدم ادخال المسلحين والسلاح والاموال اليها ما يساهم في وقف نزيف الدم وخلق مناخات سياسية مناسبة للدخول في عملية سياسية تشارك فيها كافةقوى المعارضة الوطنية في الداخل والخارج وتحت سقف الوطن وصولا لخارطة طريق تعبر عن طموحات السوريين ومن خلال ارادتهم الحرة وصولا لسورية متجددة ينشدونها جميعا .
ثورة أون لاين – د خلف المفتاح