ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
مازال البعض مصراً على المضي قدماً.. وإيهام نفسه قبل غيره أن سورية لا تعيش أزمة… أو أن الأزمة التي تعصف بها منذ سنوات ست ونيف لا تستحق من بعض المسؤولين تغيير استراتيجية عملهم
والاعتراف أنه في وقت الحرب يمكن أن تؤجل مشاريع لتصب جل اهتمامها على الأولويات…!!
فنحن لسنا في وقت الراحة للتفكير واستنباط مشاريع استراتيجية تكلف المليارات…!!
إذاً علينا أن نعترف أن هناك مشكلة في آلية تعاطي المسؤولين مع الملفات على اختلاف مشاربها, إذ إن الاعتراف بالمشكلة هو مفتاح الحل… وطالما نكابر على الاعتراف فلن تحل المشكلات مطلقاً…!!
اليوم يعيش المواطن السوري كابوس الحالة المعيشية المزرية التي فرضتها الأزمة وتداعياتها مع حصار اقتصادي خانق..!!
العجيب أن بعض الوزارات والمؤسسات تفكر بمشاريع استراتيجية بعيدة المدى تكلف كما ذكرنا عشرات المليارات… متناسية أن الهم الأول للحكومة حالياً «تسكيج» الوضع وتحسين المستوى المعيشي للمواطن الذي يتعرض يومياً لقهر متعدد الجوانب…؟!!
تصوروا مثلاً أن هناك من قرر إنشاء سد في منطقة الديرون السياحية في منطقة الشيخ بدر مع ما سيكلفه المشروع وغمر أراض تصنف سياحية بامتياز…!!
هنا نقول: أليس الأجدى تطوير هذه المنطقة سياحياً عبر إيصال الخدمات الضرورية من طرقات وكهرباء…؟
هناك أمثلة مرعبة حول بعض السدود التي كلفت المليارات وهي اليوم خارج الخدمة… منها سد الصوراني في منطقة الشيخ بدر وسد السخابة في اللاذقية…
فكلنا يعلم أن سد الصورانة كان مصمماً بالأساس لاستخدامه لأغراض الشرب, إلاّ أن حيف الصرف الصحي امتد إليه وبالتالي انتفت الغاية التي أنشئ من أجلها..؟!!
إذاً علينا التفكير جدياً بمعالجة الأمور بالطرق الصحيحة… حيث إنه من البديهي حل مشكلة الصرف الصحي في تلك المناطق ومن ثم إقامة السدود…!!
طبعاً كانت هناك خطط منذ سنوات تقضي بتركيب محطات معالجة وقدر عددها في حينها بأكثر من /400/ محطة… إلاَ أن المشروع جمد…؟!!
فالتحدي الأول للحكومة في الساحل السوري بشكل عام يتمثل بتلوث المياه الجوفية والينابيع والسدود بمياه الصرف الصحي… والساحل هو الخزان المائي المفترض أن نحافظ عليه ونداريه إلى أبعد مدى…!! وكفانا وضع العربة أمام الحصان…؟!!