ثورة أون لاين – شعبان أحمد:
الغلاء الفاحش في سعر البندورة هذه الأيام وقبلها البطاطا… يؤكد بما لا يدعو مجالاً للشك أن هناك أياد خفية تلعب بقوت المواطن وحاجياته الأساسية…!!
كلنا يعلم أن البطاطا والبندورة هما سلعتان رئيسيتان في غذاء المواطن السوري… والتلاعب بهاتين المادتين يؤكد أن الهدف هو دفع المواطن إلى التشكيك بإجراءات وقرارات تموينية مريبة…!!
منذ فترة وجيزة ارتفعت أسعار البطاطا إلى مستوى قياسي جعل منه حديث الناس والحكومة على حد سواء إلى أن تدخلت الحكومة عبر المؤسسة السورية للتجارة والقطاع الخاص… حيث وافقت الوزارة المعنية على استيراد /5000/ طن للسورية للتجارة لتطرحها في صالاتها وعبر سياراتها الجوالة… ونفس الكمية منحتها للقطاع الخاص…
المفارقة أن السورية للتجارة استوردت كامل الكمية وطرحتها في صالاتها وسعرت الكيلو الواحد بـ 250 ل.س, وحسب مصدر مسؤول جداً أكد أن السورية للتجارة حققت أرباحاً فاقت الـ 200 مليون ليرة سورية…
وبعد أن نفدت الكمية من صالات السورية للتجارة طرح القطاع الخاص مادة البطاطا التي استوردها بالتوازي مع “السورية” إلاّ أن التموين سعرت الكيلو الواحد بـ 297 ل.س…!!
إذا كانت السورية للتجارة قد باعت الكيلو الواحد بـ 250 ل.س وحققت 200 مليون ليرة سورية ربحاً صافياً… فلك أن تتخيل كم حقق القطاع الخاص ربحاً إضافياً وخرافياً…!!؟
وبالعودة إلى البندورة وسعرها الخيالي الذي وصل إلى حدود 650 ل.س للنوع الجيد هناك من يلمح “تأكيداً” أن التهريب إلى لبنان هو السبب الرئيسي للارتفاع حيث يهرب الكيلو الواحد بـ 750 ل.س والبعض الآخر يعيدها إلى التصدير…!!
إذاً نحن أمام معضلة مركبة وصلت إلى حد الفضيحة, وهذه المعضلة اشترك في تكوينها القطاع الخاص الجشع وضعف الإدارات المعنية بالرقابة, إضافة إلى التهريب “المنظم”..؟!!
من هنا وجب على وزارة التموين أن تتبع أسلوب التسعير ونظام الفوترة… وتقدير التكاليف بشكل دقيق مع تحديد هامش الربح للفلاح وتاجر الجملة وتاجر المفرق… لتصل المادة بسعرها المنطقي إلى المواطن الذي يدفع ثمن سياسات وتصرفات وقرارات غاية في الغرابة..؟!!
أما إذا عجزت الوزارة العتيدة فما عليها سوى العودة إلى بداية الثمانينات وتطبيق النظام الذي كان معمولاً به في تلك المرحلة… مع ضرورة إعادة الضبوط التموينية إلى قاضي الأمور المستعجلة…!!
أما إذا بقي الحال يراوح مكانه فمعناه أن هناك نية غير “نظيفة” بمعالجة الأمور…!!
وهنا مربط الفرس… والخطورة التي تؤدي في تفكيرنا إلى الشك “الراجح”…!!