ثورة اون لاين:
حرصاً من وزارة الثقافة – الهيئة العامة السورية للكتاب على التعريف بالأعلام السوريين، كتّاباً وأدباءَ وشعراءَ، لما لهم من دور ريادي في خدمة الثقافة العربية، ولما قدموه من فكر وإبداع لم تخبُ جذوته على مرّ الأيام بل ازدادا ألقاً وعمقاً؛ ورغبة منها في التأكيد على الدور المناط بها في نشر الثقافة وتعميمها، أصدرت (الأعمال الكاملة.. عمر أبو ريشة) على جزأين، اختص الجزء الأول بالحديث عن (قصائد الشاعر)، فيما تناول الجزء الثاني (مسرحياته)؛ والكتاب تحقيق كل من الأساتذة: فايز الداية – سعد الدين كليب – محمد قجّة.
ومما جاء في كلمة الهيئة العامة السورية حول هذا الكتاب: "إن رسالة الشعر التي أطلقها عمر أبو ريشة كانت بعضاً من الحياة وهمومها وأحلامها، وجماليات تتناغم وتردد أصداءها العيونُ والكلماتُ، وقد سجّلت طاقاته الإبداعية حضورها في عقود ستة تتابعت، واتخذت المنبر وأوراق الكتب والصحف ووسائل الاتصال طريقاً، وستكون فاعلة في مستقبل تقرأ فيه الأجيال أشعارها، وهذا هو الجناح الآخر الذي به يخفق الخلود، فلا تُطوى الصفحات مع دوران الأزمنة. هكذا يبدو الشاعر وقد أقام بنيانه الذي لمعت فيه بارقة الموهبة، وتعالت بالمعرفة والتجربة والحب للوطن والإنسان.
تقدّم وزارة الثقافة – الهيئة العامة السورية للكتاب إلى القرّاء الأعمال الكاملة للشاعر محققة بصورة علمية منهجية، وقد اشتملت على ما تضمنته دواوينه وما نُشِر في الصحف والمجلات، وما حفظته كتب درست بعض نتاجه أو سجّلت وقائع تتصل به، وقد جُمعت أعماله الدرامية كاملة لأول مرة في مجلد واحد، وهكذا نحقق متعة القراءة، ونتيح المجال للباحثين أن يتتبعوا القضايا التاريخية والنقدية وهم أمام أوسع مدىً للإنتاج الشعري الذي كان موزعاً وغائبةً أطرافٌ منه".
(الأعمال الكاملة.. عمر أبو ريشة) يقع الجزء الأول منه في 528 صفحة من القطع الكبير، في حين يقع الجزء الثاني في 189 صفحة من القطع الكبير، صادرة حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2017.
بقي أن نذكر بأن الشاعر عمر أبو ريشة وُلِدَ سنة 1910 في حلب وسط أسرة شعرية بنكهة صوفية.
عُدّ عمر أبو ريشة من كبار شعراء وأدباء العصر الحديث وله مكانة مرموقة في ديوان الشعر العربي، فكان ممثلاً أصيلاً لرواد الكلاسيكية الجديدة في سورية وتجلى إسهامه بها في تطويره للصورة الشعرية.
مارس العمل الدبلوماسي كوزير وسفير في دول عدة ، حاملاً في عقله وقلبه الحب والعاطفة للوطن وللإنسان وللتاريخ السوري والعربي، وباحت أعماله بذلك بأرقى وأبدع الصور والكلمات والمعاني.
قدم الشاعر أبو ريشة الكثير من الأعمال والمسرحيات الشعرية المهمة في تاريخ الشعر العربي الحديث، فضم ديوان (عمر أبو ريشة) قصائدَه ومنها: ديوان بيت وبيان، ديوان نساء، ديوان كاجوارو، غنيت في مأتمي، وكتب مجموعة تزيد على اثني عشر ألف بيت من الشعر باسم (ملاحم البطولة في التاريخ العربي).
كما قدم الشاعر الكبير ديوان شعر باللغة الإنجليزية بعنوان «الجوّاب التائه»، وعرّب «إيدييوريدس» وهي مسرحية للمؤلف البرازيلي بدرو بلوك بالتعاون مع الياس خليل زخريا.
ومن مسرحياته: مسرحية علي، محكمة الشعراء، الطوفان، ومسرحيات شعرية كـ رايات ذي قار، المتنبي، سميراميس، تاج محل .
كان شعره خيالاً وعاطفة حدسية لا تستند بالضرورة إلى مقدمات فكرية، كان يصطدم دائماً بالواقع فيشعر بالخيبة والوحشة والمرارة مما أجج لديه النزعة الرومانسية، التي تكمن فيها أصالته الشعرية، فلا يشعر المرء أنه يستعير تجارب الآخرين، بل يتملكها لاقتناعه بأنها صادرة عن معاناته وخياله الشخصيين.
حصل الشاعر الكبير عمر أبو ريشة على العديد من الأوسمة في حياته من البرازيل والأرجنتين والنمسا، ولبنان وسورية، وكُّرم في كثير من المؤتمرات العربية والدولية.