ثورة اون لاين: ذات مرّة قال الراحل عزيز شكري أستاذ القانون الدولي المشهور: إن القانون الدولي ليس أكذوبة كبرى اخترعتها الدول الاستعمارية لتبقى تمارس استعمارها بألوان وأشكال شتى، وإذا كنا قد شبعنا من نفاق هذا القانون
الذي سلّط سيفه على رقاب الشعوب وقيّدها، وشدّها إلى حيث يريد، فإننا أمام تجليات أخرى لهذا القانون المخاتل المخادع تتمثل بتسميات متعددة، فتارة تأتينا تحت شعار المجتمع الدولي، وتارة أخرى المجتمع المتمدن الذي لايبدو تحضره أبداً إلاّ في ابتداع وابتكار أساليب النفاق والدجل وتصدير أوهام الحرية والعدالة وما يسميه قيم المجتمع المتمدن، فإذا به على أرض الواقع أبعد ما يكون عن هذه المصطلحات وما تعنيه على أرض الواقع.
في الأزمة السورية التي عرّت هذا النفاق الدولي تتبدى مظاهر شتىّ لهذا التلون الحربائي.. فمن يتابع سيل التصريحات المتتاقضة التي تصدر عن الولايات المتحدة الأميركية وتابعها الاتحاد الأوروبي يجد أن الحقيقة شيء وما يصدر إلينا في وسائل الإعلام شيء آخر.
فالولايات المتحدة الأميركية التي كانت طرفاً في بيان جنيف انقضت عليه قبل أن يجف حبره والولايات المتحدة التي ذاقت ويلات الارهاب ومن الأفعى التي ربتها في حضنها(القاعدة واتباعها) أعلنت «جبهة النصرة» تنظيماً ارهابياً بعد تردد طويل لكنها ظلّت تمده بكل أسباب الارهاب وأدواته، لم تحرك ساكناً تجاه ائتلاف الدوحة الذي أعلن رفضه لقرار الولايات المتحدة بادراج جبهة النصرة على قائمة الارهاب، الائتلاف الذي أعلن صراحة وعلى رؤوس الأشهاد وعبر وسائل سفك الدم السوري أنه لايقبل بأي حوار، أو حل سياسي للأزمة السورية، وهو الذي يرى أن تدمير المناطق السكنية والمصانع والمعامل والمرافق العامة – يراها- تحريراً، ولا ندري ممّن يحررها.
طواحين النفاق العربي والغربي تمعن في ضخ الأكاذيب وناعورة الدم على الأرض ضحاياها الأبرياء والحضارة السورية والعالم المتمدن إدعاء يصب الزيت على النار أغمض عينيه طوال سبعين عاماً على معاناة الشعب العربي الفلسطيني، بل إنه ذبح هذا الشعب بسواطير حقده، وأصم السمع عن نداءاته لم يرمأسي صبرا وشاتيلا، ولا مجازر شارون، ولا ما حدث في غزة… واليوم أدوات نفاقه تعمل ليل نهار لجر الشعب العربي الفلسطيني لنفق مظلم رسم مخططه منذ زمن طويل وهو حلقة من حلقات التآمر على سورية، والغريب في الأمر أن الذين خططوا ونفذوا يعرفون أنهم ينافقون ويكذبون ولكنهم يريدون لناعورة الدم أن تبقى تغرق المزيد الى أن يتحقق ما يريدون.
ديب علي حسن