ثورة أون لاين -علي نصر الله: كانت مصر أرض الخير، وقد وزعت الخير (القمح) على المنطقة بأسرها (سورة يوسف) أكبر دليل وبرهان على قدرة مصر، وعلى خصوبة أرض الكنانة هبة النيل، فهل تقلصت أرض مصر أو شح نيلها وهو كالبحر أو هل افتقدت مصر اليد العاملة في الزراعة وهي التي ملأت خليج الغدر يدا عاملة بأجور مهينة.
كثيرا ما يفضل الخليجيون العمالة الآسيوية عليها، فلماذا ارتضى حكام مصر مهانة المصريين ولم يعرف التاريخ فراعنة إلا هم ؟!.
مصر هبة النيل وجنة الله في أرضه بملايينها عاجزة عن انتاج 11 مليون طن من القمح لتوفير لقمة الخبز الكريمة، لماذا؟ ولماذا يرتهن قرارها وسيادتها للمساعدات الأميركية؟ لماذا تبيع قيادتها الإخوانية فلسطين؟ ولماذا تصف شمعون بيريز بالصديق؟ ولماذا تكسر رمحها ولمصلحة من ؟ لماذا يقهر قصر الاتحادية المصريين ويذلهم؟ ألا يستحق الشعب المصري الطيب الأفضل؟ ألا يستحق غير محمد مرسي مبارك؟!.
إذا كانت أزمة رغيف الخبز، وانهيارات الدويقة وأحزمة الفقر والصفيح، ومدن المقابر وكامب ديفيد وحصار غزة هاشم قد شكلت المقدمات والإرهاصات التي أودت بحكم مبارك غير المأسوف عليه فإن تفرد واستفراد الجماعة بالحكم والادعاء بأنها الحاكم بأمر الله ستطيح بها وبالمرشد مرة واحدة، والى الأبد ومن غير رجعة حتى لا تقوم لها قائمة بعد السقوط المدوي الذي ينتظرها.
في زحمة الأحداث وتسارعها تضيق مساحات التفكير والتمعن بالأشياء والأرقام والإمكانيات والمقدرات وربما لا يتنبه سوى الاختصاصيين الى حجم المآسي والكوارث التي يشرف عليها القادة المصنعون المأجورون بأنفسهم ضماناً لاستمرارها وديمومتها كي يبقى الشعب تحت وطأتها عاجزا عن رؤية الحلول، أو اجتراحها أو التفكير فيها.
وعليه ربما لم يتوقف المصريون، أو كثير منهم عند الأسباب التي تجعلهم يتقبلون فكرة أن يتناول المصري رغيفا مرتهنا للأميركي من جهة، ومكونا من دقيق القمح والذرة بنسبة 80 إلى 20 بالمئة من جهة أخرى، وكل مصري يعلم أنه من وزع القمح والخير على العالم المحيط به وربما لم يخطر في باله أن يسأل لماذا؟.
في الخطابة الرسمية: بقي القمح في حسابات مبارك هدفا قوميا، لكنه لم يتحقق طوال سنوات حكمه، فهل تقاعس الشعب وتكاسله في العمل هو ما أفشل مبارك في سعيه لتجاوز عتبة انتاج 6 ملايين طن من القمح رغم توفر كل أسباب النجاح في كسر أو جسر الهوة، بل في ردم الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك والتحول إلى التصدير أو أن ثمة قرارات غير معلنة قد تلقاها وحرص عليها، ويحرص عليها مرسي اليوم للإبقاء على ارتهان الرغيف مقابل الإبقاء على الأراضي البور بورا وعلى هدر حصة مصر من النيل التي لو استثمرت لبقيت هبته؟.
في مصر الشقيقة مراكز بحث متقدمة تستنبط سلالات قمح جيدة، وفيها من ينظر في القدرة على مضاعفة الإنتاج في زمن قياسي من خلال التوسع الأفقي بزراعة القمح في مساحات واسعة متاحة ومتوافرة الى جانب التوسع الرأسي بزيادة الانتاجية في وحدة المساحة، غير أن الإرادة السياسية للتنفيذ غير متوفرة، لماذا؟.
قد يصحو الشقيق المصري على السؤال المر اليوم لطالما انتبه وتنبه إلى الأسئلة التي لاتقل أهمية، وفي مقدمتها السؤال عن الصوت الانتقامي الذي وضعه في صندوق الاقتراع مؤخرا فكانت المصيدة لجماعة مرسي، وكانت الخديعة التي تدفع المصري الحي والحيوي في هذه الأثناء لتصحيح المسار وفك الارتهان والعودة بمصر إلى دورها وألقها، وإلى كونها أرض الخير التي توزع الخير على المنطقة والعالم المحيط.
ali.na_66@yahoo.com