ثورة اون لاين: مملة هي العبارات التي يرددها المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي، وخطيرة هي اللعبة التي تلعبها الولايات المتحدة والغرب، وقذرة هي الممارسات الخليجية التركية، ولم يعد مقبولا فعل التثاؤب الدولي في مواجهتها، كما لم يكن مقبولا بالمطلق في أي لحظة سابقة.
يتحدث الابراهيمي عن العنف، وعن جميع الأطراف، وعن بيان جنيف، وعن مرحلة انتقالية، ويقفز في حديثه المبهم على الكثير من الحقائق، ويحتاج تناوله لكل المفردات السابقة لتفسير وشرح وايضاح، ويحتاج أيضا تجاهله، وتجاهل المجتمع الدولي، التصريحات العلنية الوقحة لمسؤولين في حكومات عربية واقليمية ودولية حول دعم منظومة الارهاب في سورية بالسلاح والمال الى وقفة مطولة، ذلك أن التساهل والسكوت على هذا الدعم مشاركة، وعدم التحرك ضد هذه الدول لردعها ومحاسبتها تواطؤ ومشاركة أيضا.
بلا مقدمات، يمكن القول: ان السيد الابراهيمي قد يكون بأدائه، بقصد أو من غير قصد، يضيع الوقت ويشوه الحقيقة، إذ لا يمكن له أن يزرع الثقة لدى الآخرين بصدق جهوده وقد تجاهل بيان جنيف ستة أشهر، ولا يمكن له أن يجني ثمراً وقد أخفق بانتزاع تعهد من الدول الداعمة والراعية للارهاب بوقف دعمها ورعايتها له، ولا يمكن له أن يتوقع نجاح مهمته وهو يتجاوز في مبادراته – إذا صحت التسمية – على السيادة السورية وعلى حق الشعب السوري في تقرير مصيره!.
في دمشق العروبة أعطي الابراهيمي غير مرة مفاتيح الحل، وهو يعرفها، فلماذا يرميها ولماذا يجرب غيرها وهو يعلم عدم صلاحيتها ولا جدواها ..!؟ في دمشق الكرامة وقف المبعوث الدولي على كل الحقائق وتعرف على المسارات الصحيحة للحل، فلماذا يسلك المسارات الأخرى؟.
لا يستوي بحال من الأحوال جهد الابراهيمي ما لم يسم الأشياء بأسمائها، وما لم يحمل الى مجلس الأمن الدولي في إحاطاته له حقيقة أن مثلث التطرف قطر والسعودية وتركيا المدعوم غربياً هو أصل المشكلة.
ولا يجوز له بحال من الأحوال أن يساوي بين الجيش العربي السوري الذي يواجه الارهاب ويحمي سورية والسوريين منه، وبين المجموعات الارهابية المسلحة، ولا يجوز له أن يعتبر فعل الدفاع عن الوطن السوري عنفاً، لأنه دفاع مشروع ومقدس عن الوطن، ولا يجوز له أن يسمي التفجيرات واستهداف المدارس والمشافي وخطوط النفط والغاز والسكك الحديدية والطرقات والبنى التحتية والأملاك الخاصة والعامة والمواطنين عنفاً، فهو ارهاب مبرمج هدفه إضعاف سورية وتدميرها .. وهو ارهاب موصوف تدعمه دول لا تخفي ذاتها ولا تخجل بفعلتها، فلماذا لا يسميها، ولماذا يمتنع عن تحميلها المسؤولية وهي التي رفضت وترفض استقباله؟!.
قد يشكل بيان جنيف أساساً للانطلاق نحو الحل، غير أن وجوده من عدمه لا يلغي ولا يمنع التحرك على التوازي معه باتجاه مجلس الأمن الدولي لتعريف الارهاب وتشخيصه وفرض عقوبات على الدول الراعية والداعمة، وفي مقدمتها التي تمثل رأس حربة الارهاب والعدوان على سورية، وربما لم تدرك الولايات المتحدة حتى الآن خطورة ازدواجية سياستها على مصالحها، وربما لن تجد حكومة أردوغان والأنظمة الشمولية الخليجية الاستبدادية لها مكاناً في النظام العالمي الدولي الجديد إذا ما ضغطت روسيا والصين للذهاب في هذا الاتجاه.
علي نصر الله