ثورة أون لاين:
ملأ ساحة الوطن العربي انتشاراً في الفكر التربوي, ومؤلفاته التي وصلت إلى أكثر من 50 كتاباً أثرت النظريات التربوية وعلم النفس في سورية والجامعات العربية… هو الأستاذ الجامعي الذي نشأت على كتبه ومحاضراته أجيال من المربين ممن أرسوا أسس النهضة التربوية التي شهدتها سورية.
إنه فاخر عاقل صاحب علم النفس التربوي وكتاب نظريات التعلم وواضع عدّة معاجم في مصطلحات التربية وعلم النفس.
الجديد كتاب لليافعة صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب للزميل ديب علي حسن, الذي ربطته بالراحل علاقة تلمذة ومن ثم الحوار معه والمتابعة والنشر في صحيفة الثورة إذ كانت الصحيفة قد أفردت له مساحة لنشر مايجود به.
وقال المؤلف في مقدمته: يسرني أن أقول إنّي كنت واحداً من طلابه في كليه التربية في مرحلة الدراسات العليا, وهو استاذ لمن تتلمذ مباشرة على يديه أو على كتبه, فما من كلية تربية في الوطن العربي إلا وكانت مؤلفات فاخر عاقل جزءاً من مقرراتها بدءاً من علم النفس التربوي مرورا بعشرات الكتب الأخرى المترجمة والمؤلفة على حد سواء…. ويضيف إنه من الصعوبة بمكان إذ تواجهك عقبات كثيرة في الاختزال والاختصار ولكن لابد من هذه الخطوط العريضة وهي ليست بديلاً عن العودة إلى عشرات الدراسات والمؤلفات التي وُضعت عنه وعن دوره الريادي في علم النفس التربوي.
الولادة والنشأة
ولد فاخر عاقل في بلدة «كفر تخاريم» في محافظة إدلب عام 1918م، ودرس المرحلة الابتدائية في مدينة الباب حيث كان يعمل مديراً لماليتها، والمرحلتين الإعدادية والثانوية في تجهيز حلب «المأمون اليوم»، أما الدراسة الجامعية فكانت في كلية الطب في الجامعة السورية ثم في الجامعة الأميركية في بيروت حيث حصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير في علم النفس والتربية، درس الدكتوراه في جامعة لندن «الكلية الجامعة» الاختصاصية بعلم النفس التربوي.
عمل مدرساً في دور المعلمين في دمشق، ثم مفتشاً لمعارف دمشق، ثم أستاذاً مساعداً في علم النفس، ورئيساً لقسم علم النفس في جامعة دمشق، وتقاعد عام 1983م، وعمل خبيراً ورئيساً لبعثة اليونسكو في مصر والأردن، ودرّس في الجامعة الأردنية ثلاث سنوات، وعمل أستاذاً زائراً في جامعة الكويت، له أكثر من ثلاثين مؤلفاً في علم النفس والتربية باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية.
حلب قصدنا
أجرى الزميل الإعلامي ديب علي حسن حواراً مع فاخر عاقل فاض بخلاصة تجربته خلال هذه الرحلة الحافلة بالعطاء، وكان قد قارب التسعين من العمر، وقال حسن: «كنت أشعر أن القطار الذي سرى في ليل كأنه ليل أمرئ القيس، لا يتحرك، وتارة أخرى يخطر في بالي عارض طارئ.. كلّ زادك هو دراسة بضع سنوات في التربية، كيف ستبدأ الحوار مع من كان الرائد الأول في هذا المجال، لكني سرعان ما تمثلت شطر بيت أبي الطيب المتنبي: «ومن قصد البحر استقل السواقيا».
في دار السعادة
في بهو دار السعادة حيث تشعر بالدفء الإنساني منذ اللحظة الأولى، لمست مدى الاحترام والتقدير الذي يكنه الجميع لهذا العالم الجليل، وأخيراً وجهاً لوجه أمام الدكتور فاخر عاقل الذي رحب بي شاكراً هذه المبادرة.. قبل بدء الحوار سألني بكلمات دافئة: ألا تنتظر حتى نقوم بواجب الضيافة.. ولم العجلة؟، وبتردد أجبت: لا أريد أن أطيل عليك، فرد مبتسماً: خذ وقتك وراحتك، وسل ما بدا لك، فأنا جالس معك ما شئت..، وهكذا انهار القلق الذي انتابني، وبدأت جلسة أعدها زاداً حقيقياً وشرفاً أعتز به وبدأ الحوار الذي استمر لمدة أربع ساعات متواصلة شعرت أني أثقلت على أستاذنا لكنه أصر على أن استنفذ مالدي من أسئلة.
بعض من شهادات معاصريه
عبدالله عبد الدائم: من المحبب إلى نفسي ومما يثير لدي شجوناً كثيرة, ويعيدني إلى أجواء افتقدتها منذ أمد, أن أزجي التحية حارّة سخيّة إلى الزميل الأستاذ الدكتور فاخر عاقل ومن خلاله إلى كلية التربية في دمشق موئلي الأول وموطن أفكاري التربوية الأولى.
ملكة أبيض: شخصية لا تنسى في تاريخ هذه الأمة، فهو رائد من رواد علم النفس الحديث والتربية المعاصرة، عمل في هذا الميدان نظراً وعملاً، كتب الكتب والمقالات العلمية بغزارة.
سليمان العيسى: إننا نريد أن نكرمه أو نكرم أنفسنا على الأصح بملف خاص عن هذا المربي الكبير الذي أنفق حياته، يعلم ويكتب، ويعطي الأجيال عصارة فكره وقلمه.
توفي الدكتور فاخر عاقل يوم 28/1/2010م، وبرحيله فقدت سورية والوطن العربي عالماً نذر حياته لخدمة العلم والمعرفة.
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة