ثورة أون لاين – خالد الأشهب:
بات واضحاً أن المال هو المؤشر الأساس في البوصلة السياسية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ لم تكشف الرأسمالية عن وجهها الجشع البشع كما كشفت عنه على يدي ترامب وإدارته،
هذه البوصلة جعلت ترامب ينقلب على قفاه أكثر من مرة.. لا بل في كل المرات التي توقع العالم فيها موقفاً سياسياً أميركياً محضاً!
انقلب حين قايض كل عنجهيته وعجرفته الأنكلوسكسونية بالمال السعودي، فلم يعد ذبّاحاً للبقرات الخليجيات طالما أنها تدر الحليب الوفير، وانقلب على حلفه الأطلسي «ناتو» طالما أن الأوروبيين لا يدفعون ما تدفعه أميركا في هذا الحلف السياسي العسكري، وانقلب حين حول أميركا إلى مخزن سلاح ومكتب بيع صكوك غفران في «الجنة» الأميركية.. حتى لمن ارتكب تفجيرات 11 ايلول أو أوحى بها ورعاها!!
سلعة أميركية جديدة للبيع.. استراتيجية جديدة ضد إيران أعلنها ترامب بمضامين قديمة وكلمات جديدة، والملك السعودي أول المهنئين وآخرهم قبل نتنياهو، حفلة تهريج سياسي بإدارة وزارة الخزانة الأميركية.. أي كما تراها ماكينة المال الأميركي لا مناسيب السياسة الخارجية في الدولة الأميركية العميقة؟
المريب ترامب قال: خذوني.. حين عبّر بالصوت والصورة عن وجعه الداخلي العميق في الاتفاق النووي مع إيران.. حسرته على الأموال التي دفعتها إدارة سلفه أوباما لإيران غداة التوقيع على الاتفاق.. مع أنها أموال إيرانية جمدتها أميركا في الحساب الجاري للنهب المنظم؟
الأوروبيون يريدون احترام الاتفاق النووي.. والأميركيون أيضاً، والفرق بينهما أن الأميركيين يريدون تمويلات جديدة ومستمرة لإجراءات يزعم ترامب أنها «استراتيجية جديدة».. فأين البقرات الحلابات؟؟