ثورة اون لاين- ياسر حمزة:
مع نهاية كل عام تتسابق القنوات والصحف والمواقع الالكترونية لاستضافة ونشر تنبؤات لأناس يقرؤون علم النجوم أو يضربون بالمندل، أو حتى يتداولون تنبؤات لأناس اشتهروا سابقاً في هذا المجال.
من ماغي فرح، الى مايك فغالي الى المدعو /نوستراداموس/، الذي كتب تنبؤاته في العصور الوسيطة في أوروبا على شكل رباعيات شعرية.
وهو الذي تنبأ كما يدّعون بانهيار برجي التجارة، وبقدوم هتلر، وبالطاعون في أوروبا، وغيرها من التوقعات التي حدثت بعد قرون من موته.
الى العرافة البلغارية العمياء “بابا فانغا”، التي توفيت عام 1996، والتي يقول مصدقوها أنها توقعت ظهور “داعش” وتسونامي اليابان والتسرب النووي في فوكوشيما اليابانية، كما توقعت انتخاب رئيس أسود لأمريكا أيضاً.
هذا كله يحدث في نهاية العام او رأس السنة، للأسف سوق الدجل في أوج ازدهاره، وفي قديم الزمان وسالف العصر والاوان، وجد الإنسان نفسه امام الكثير من الظواهر الطبيعية والتي لم يجد لها تفسيرا علمياً, لذلك لجأ إلى التنجيم وغيره من الخرافات، أما ونحن في أوج الازدهار والتقدم العلمي الذي أنجز علوماً واختراعات ترقى إلى مستوى السحر فهنا الطامة الكبرى.
وعلى الرغم من أن جميع الدراسات تجمع على أنه لا تأثير للقمر والنجوم والأبراج السماوية على حياة الإنسان ومع ذلك نقع تحت تأثير هؤلاء المشعوذين بقصد أو عن غير قصد أو بدافع الفضول أو بالخوف من المستقبل.
لقد بلغت الجرأة والاستهانة بعقول الناس أن يقول هؤلاء للمتصل أو السائل عن مستقبله (لا تأكل هذا الطعام ولا تذهب اليوم إلى الامتحان وإذا كنت خاطباً فافسخ خطوبتك لأن هذه الفتاة نحس عليك)! حتى وصل بهم الأمر إلى الدخول إلى أسرار غرف نومنا بملء ارادتنا.
إن ما يقام لهؤلاء الدجالين او العرافين من استقبال حاشد واحترام ومد البساط الاحمر وبذل الاموال لا يقام للعلماء الذين أسهموا في تطور البشرية.
جميع أيام العام يمارسون دجلهم علينا من الصباح حتى المساء فليس هناك قناة تلفزيونية او صحيفة او موقع الكتروني إلا وتجد برنامجا او مادة عن الأبراج والحظ، الجميع يدلي بدلوه في حاضرك ومستقبلك بل وفي ماضيك.
لقد اصبح هؤلاء الدجالين الطبق الرئيسي والمشترك في حياتنا.
كم كذب علينا هؤلاء المنجمون خلال سنوات آلامنا السبع، هذا العام تنتهي الأزمة ومرت السنون ولم تنته.
جميع قوانين العالم ومن بينها القانون السوري تعاقب من يتعاطى بقصد ـ الربح المادي ـ مناجاة الأرواح، والتنويم المغناطيسي، والتنجيم، وقراءة ورق اللعب، وكل ما له علاقة بعلم الغيب، ولكن عدد هؤلاء الدجالين في ازدياد بعد ان أمنوا عدم العقاب.
وختاماً كذب المنجمون ولو صدقوا.