ثورة أون لاين- خالد الأشهب: بعد أن ذهب بالملف السوري متعجلاً إلى مجلس الأمن بدفع وتحريض كل من السعودية وقطر, وبعد أن أدى مشهد غسل اليدين والتبرؤ من الدم السوري عبر مشهد تمثيلي فاشل ومكشوف ,
يطل علينا السيد نبيل العربي بين الفينة والفينة ليقترح أو ليروج لما يراه حلاً وحيداً للأزمة في سورية , عبر تكرار دعوة مجلس الأمن إلى إصدار قرار ملزم لما يسميه وقف العنف في سورية , إذ يدس الدسم بيد والسم باليد الأخرى عبر تعويم الألفاظ وتعميم المسؤولية عن ذلك العنف , وعبر ذرف دموع النفاق السياسي المقبوضة الثمن سلفاً على أهل سورية وشعبها .
وفي حين يدرك العربي إياه أن دعواته كممثل عما يسمى جامعة العرب لن تلقى أي صدى اليوم كما الأمس تماماً في عالم لا يحترم إلا الأقوياء , وفي حين يرى بأم عينه أن من هو أهم من منظمته بكثير كالاتحاد الأوروبي لا تجرؤ ممثلته على الإتيان بحركة قبل أن تنطق الناطقة باسم البيت الأبيض أو الخارجية الأميركية ليتبعها الآخرون على الأثر , إلا أن ذلك العربي , وبعد أن أوغل في ظلم سورية وشعبها طيلة السنتين الماضيتين وفشل , يواصل الهرب إلى الأمام ومحاولة العودة إلى مشهد سياسي دولي ليس له فيه كسرة خبز .
فهو وحلفاؤه الخليجيون من دفع بالأزمة في سورية إلى التدويل المبكر, وهم الذين لهثوا خلف إرسال الملف السوري إلى منظمة دولية … كانوا يعتقدون أنها لا تزال حكراً على أميركا وحدها , وأن هذه الـ أميركا وحدها تستطيع أن ترفع زيرهم من البئر التي أغرقوه فيها , والكل يعلم البقية !
العربي يعلم أن جامعته سقطت سقوطاً مدوياً , ويعلم أيضاً أن لا صوت له ولها ولا صدى اليوم في حضور ذلك التدويل الذي فاجأه بنتائجه ولم يرض أحقاده , ولا شك أنه بات يعلم أيضاً أن سورية ليست ملفاً يتأبطه فحسب , بل هي أكبر كثيراً منه ومن مستخدميه وكفلائه الخليجيين , إنها البوابة إلى عالم جديد وتاريخ جديد ليس له فيه موقع أو صوت أو حتى صدى !!