ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
انتابني القلق الممزوج بالاستغراب والدهشة من التقرير المتكرر سنوياً منذ عام 2008 والذي يؤكد في كل عام أن طرطوس تحتل المركز الأول بعدد الإصابات بمرض السرطان بين المحافظات السورية…!!
أما الأسباب فهي مجهولة حتى تاريخه..!! إذ إن النشاط الصناعي في المحافظة ليس كبيراً وبالتالي لا يمكن توجيه أصابع الاتهام إلى هذا القطاع الخجول جداً…!!
مديرية صحة طرطوس اكتفت بالتعليق على هذا الموضوع بأنها تقوم بسحب عينات من الخضار والفواكه مع أخرى غذائية وتحليلها جرثومياً فقط أما باقي التحاليل فهي تحتاج إلى مخابر تخصصية لتحديد المستوى التراكمي من المبيدات الحشرية والزراعية وهذا غير متوفر بالمحافظة…!!
عجباً… إذا كانت المياه تنفي علاقتها بالموضوع من خلال المراقبة اليومية الدقيقة والتحاليل الدائمة والقطاع الصناعي بريء…!! إلى من إذن ستوجه أصابع الاتهام بهذا المرض الخطير والذي يسجل ارتفاعاً ملحوظاً بعدد الاصابات يوماً بعد آخر…؟!!
حسب تصريحات السيد مدير صحة طرطوس فإن شكوكه تذهب باتجاه الاستخدام غير المنضبط للمبيدات الحشرية والزراعية والمستخدمة بكثرة خاصة في البيوت البلاستيكية…!!
نحن هنا نذهب باتجاه هذه الشكوك، إلا أننا لا نستطيع إغفال (متهم) آخر وهو مياه الصرف الصحي والتي تغلغلت ولوثت معظم الينابيع والمياه الجوفية… مع قيام الجهات المعنية بالاستعانة بالكلور المضاف إلى المياه للتعقيم… والذي يمكن أن يساهم… وخاصة أن المقادير غير مدروسة بشكل صحيح…!!
وحتى نستدرك الشك… وتوجيه الاتهامات يميناً وشمالاً.. بات ضرورياً على وزارة الصحة والإدارة المحلية والبيئة تشكيل لجان عالية المستوى مع تخصيص المحافظة بتجهيزات ومخابر صحية متطورة للوقوف على هذه الحالة وتحديد الأسباب ومن ثم إيجاد الحلول الجذرية…!!
أما وأن المرض يستفحل ويزداد يوماً بعد يوم والجهات المعنية نائمة وكأن الموضوع لا يهمها… أو آخر اهتماماتها… فهذا يعني أن حياة المواطن هي آخر اهتماماتها…!
المشكلة كبيرة… ومستعصية… وناقوس الخطر يجب أن يدق ومن أعلى المستويات…!!
أما وإن حصل عكس ذلك (بعدم دق الناقوس) سنضطر إلى استبعاد كافة الأسباب.. وحصرها بالمطلق بجهات صحية وبيئية مسؤولة…!!