ثورة اون لاين – شعبان أحمد:
لم يستطع صديقي «الفلهوي» ضبط إيقاع ابنه وحثه على تحقيق نتيجة «جيدة» في امتحان الصف «التاسع» إلاّ بوعده له أن يشتري له «موتور طيار» إذا نجح…!!
وعندما سألته عما إذا كان سيفي بوعده أم لا مع ابنه… نظر إليّ نظرة هجومية.. استنكارية: أتحسبني مسؤولاً..؟! بلا سأفي بوعدي رغم إدراكي لمخاطر الأمور…!!
إذاً هي نوع من أنواع «الرشوة» تدفع بها لنجلك من أجل القيام بواجبه…!! ولأن حاجبيه مازالا معقودين غيظاً من سؤالي السابق جاوبني متعجباً:على أساس أن الرشوة توقفت عليّ…!! ألا ترى…ألم تسمع…الرشوة تغزو حياتنا من بابها لمحرابها.. فالمدرس يجب أن ترشيه عبر «بدعة» الدروس الخصوصية ليقوم بواجبه… والشرطي لإغرائه بعدم تسطير مخالفة «ظالمة».. وعناصر التموين من قبل «الحيتان» ومراقبي الدخل وسرقة الكهرباء… ولا ننسى الموظف في المؤسسات الخدمية بحجة تدني الرواتب على مبدأ «دبر رأسك»…!!
لا أنكر هنا أن كلامه ترك أثراً في نفسي رغم أني جهدت لإقناعه بعدم صحة نظريته… وكون حجتي ضعيفة وغير «مدعمة» فاز عليّ بالضربة القاضية ولم أستطع مجاراته…!!
حاولت العزف على وتر الوطنية وهي لعبة يتقنها المتسلقون من المسؤولين جيداً: يا صديقي بلدنا يتعرض منذ أكثر من سبع سنوات إلى حرب ظالمة من قبل قوى الشر والوهابية… ومازالت واقفة كالسنديانة… تعطي رواتب الموظفين وتقدم الخدمات… والمواد التموينية تغزو الأسواق…!!
وبينما أنا منهمك بالشرح وكأني مسؤول رفيع المستوى يخطب بالعباد… قاطعني قسراً: لو كانت الإدارات والمؤسسات الخدمية والاقتصادية بأدائها تقارب بطولات الجيش العربي السوري لما وصلنا إلى هنا…. مستطرداً: عندك شك أن هناك البعض يدعو ليل نهار لاستمرار الأزمة… متوسلين «اللهم أدمها نعمة»….!!
ولأنني توجست أن يتهمني بالانتماء إلى هذا البعض «المتسلق» المتهرب من مسؤولياته رغم أن نظراته أوحت لي بذلك انسحبت على عجل وأنا أردد: «كلامك فيه زبدة»…!! عساني أجد خرم إبرة أهرب منها من هذا الشبك الذي حاصرت نفسي به…!!