ثورة أون لاين- ديب علي حسن:
يقين كل سوري , أن الأرض عرض وهوية وانتماء , لذلك كان البذل والعطاء من أجل كرامتها , وحريتها , ولا تعني الأرض تلك البقعة الجغرافية من ماء وتراب ومكونات أخرى , بل هي تاريخنا منذ أن كانت هذه الأرض وكنا عليها ,
هذا اليقين الذي يجعل الفداء سمة من سمات السوريين الذين لم يعرف التاريخ شعبا أكثر منهم قدرة على الفعل الخلاق , ولم يسجل ايضا مؤامرات حيكت ضد شعب من شعوب الأرض كما ضدهم .
لكن هذا لم يكن إلا دافعا دائما للفعل , ولذا لم يكن مستغربا , بل كنا ننتظر اللحظات التي يرفع فيها العلم السوري , فوق كل بقعة من بقاع الجغرافيا الوطنية , نعرف أنها مسألة وقت , لا أكثر , ولا اقل ونحن ماضون إليها , بفعل صمود شعبنا وقيادتنا , والكرم والبذل والعطاء من مصانع الفداء , الجيش العربي السوري.
أن يرفع العلم السوري فوق القنيطرة فهذا أمر طبيعي عندنا كسوريين , لانها أرضنا , وبيتنا وملاذنا , نعرف ذلك , لكن علينا ألا نتجاهل أنه رسالة كبيرة وقوية على الآخر أن يقرأها بكل ما فيها , عليه أن يعي أنها تعني فيما تعنيه أن مسيرة تحرير التراب السوري , من المحتل بغض النظر عن تسمياته , مستمرة , والمعركة الكبرى التي تحقق الجلاء الأكبر قادمة , تتعدد أشكالها, الوانها, اساليبها , هي بناء, وعلم ومعرفة , وتفاعل وتواصل , وبندقية , وزراعة وصناعة , وبالمحصلة كل متكامل سيفضي إلى الغايات المنشودة.
العلم السوري , في الجنوب , والشمال والشرق والغرب , فوق القنيطرة المحررة يعني فيما يعنيه أن جولة كبيرة من الحرب العدوانية على سورية , قد دحرت , ولا يعني أننا سنؤخذ بنشوة النصر , ولا نعد العدة لجولات قادمة , هم يعدون لها , قد تتغير الألوان والاشكال والاساليب , ولكننا سنكون لها , لأننا نعرف دورنا الحضاري والثقافي والوطني , ونعي من أي معدن نقي صهر وجبل شعبنا , في تاريخنا جراح أكبر من خريطة الجغرافيا , لكننا بحجم الكون نتسع لكل ما هو قادم , والنصر أوله.