تنصّلت واشنطن من موافقة ترامب في هلسنكي في المساعدة على عودة اللاجئين السوريين وقاطعت لقاءات منصة آستنة،
وربما ستتنصل من خروج قوات تحالفها من سورية كما ينبئنا منجمو السياسة الأميركية في وزارة الخارجية والبنتاغون، وهي التي تدعم الآن بالسلاح والرصد التحالف الجديد للإرهابيين بمواجهة الدولة السورية بعد أن أعلنت أن إدلب أولوية لها، وربما سيستمر دعمها لهم إلى أن تدق ساعة تحرير إدلب، لتقول بعدها للإرهابيين ما قالته لإرهابيي درعا بألّا يتوقعوا تدخلها.
وبحسب تطورات الأوضاع في سورية فإن ثمة انسحاباً أميركياً على جدول الأعمال الأميركي الروسي، وهناك ضغط متزايد على تركيا كي تسحب قواتها من الأراضي السورية ذلك أن قدرة الولايات المتحدة على فعل شيء من أجل تركيا كي تستمر في احتلال أراض سورية تعادل الصفر عملياً، وهاجس الطرد للقوات التركية من سورية يقلق أنقرة التي تشير المؤشرات على أنها تريد أن تشدّ (اللحاف) إليها باحثة عن تفاوض بأحسن الشروط التي تناسبها، بينما كل (البساط) سيسحب من تحت دولة غرقت في العدوان على سورية حتى شحمة أذنيها وساهمت من قريب أو من بعيد بمعظم المجازر التي ارتكبت في سورية عبر دعمها المطلق للإرهابيين..
إدلب قطعة من القلب السوري، وستتبدد فيها مخططات (أردوغان) ولو تنصلت تركيا من أستنة وسوتشي، فمعركة إدلب قادمة لطرد إرهابيي العدوان الأطلسي، وهي حرب تحرير متواصل تتواكب أيضاً مع معركة إعادة اللاجئين السوريين وإحياء الاقتصاد السوري بالكامل.
وانتقال منصة أستنة إلى سوتشي مؤشر على قدرة دمشق وموسكو وطهران على الاستمرار في العملية السياسية التي لن تتوافق مع ماتريده أطراف العدوان، ولكن على إيقاع (صُنع في سورية) الذي سيقتلع كل احتلال في سورية يختفي وراءه مجموعة من العملاء.
منير الموسى
التاريخ: الجمعة 3-8-2018
رقم العدد: 16753
