ما قامت به الولايات المتحدة الأميركية وتقوم به من دعم للإرهاب وافتعال للأزمات والنزاعات والحروب العبثية حول العالم لم ينته وتداعيات أفعالها وما يتبعها من تطورات لاحقة تحمل الشعوب المزيد من المآسي
والمعاناة , فاستخدام أميركا للأسلحة الفتاكة الفائقة التطورفي حروبها لتدمير المباني وقتل المدنيين خلف آثاراً سلبية على الإنسان والبيئة والمناخ , ولاتزال هذه الآثار ظاهرة حتى اليوم والأمثلة كثيرة خاصةً ما قامت به الولايات المتحدة الأميركية خلال الحرب العالمية الثانية في إلقاء قنابل نووية على جزيرتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان ، الأمر الذي أدى إلى تدمير البيئة ، حيث لم تنبت أي نبتة في تلك المناطق منذ 50 عاماً , إضافة إلى حروبها في أفغانستان والعراق.
ويعد التلوث البيئي من أخطر تلك الآثار الناجمة عن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً فضلاً عن تلويث البيئة بالنفايات الخطرة ولأميركا اليد الطولى في ذلك , وهو ما كشف عنه تقرير لموقع كومون دريم الأميركي أن التلوث الذي سببه الجيش الأميركي نتيجة حروب الولايات المتحدة يمثل في الواقع كارثة بيئية على سطح الكوكب وأن ما أنفقه الجيش الأميركي على الحروب وخصوصاً في العراق يمكن أن يساهم في تحويل الأرض نحو الطاقة المتجددة .
وذكر التقرير أن تكاليف حروب الولايات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول بلغت 6 ترليون دولار وستستمر الأسعار في الارتفاع إلى جانب تأثر مستويات البحار وارتفاع درجات الحرارة والميثان وثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي نتيجة التلوث والذي يتسبب في انعدام الأمن الغذائي في العالم وإعادة فيروسات نائمة لفترة طويلة .
وأضاف أن المنظمات البيئية الكبيرة تصمت بشكل ضمني على أن الجيش الأميركي هو الكيان الذي يعتبر من أكبر المساهمين في تغير المناخ ، وانتشار الدمار البيئي الناجم عن القنابل وحفر الحرق واليورانيوم المستنفد في مناطق القتال حيث لايوجد من يقوم بحساب البصمة الكربونية الضخمة لحروب أميركا التي لا نهاية لها نتيجة الانبعاثات العسكرية في الخارج والتي تبدو أن لديها إعفاء شامل من متطلبات التقارير الوطنية واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وتابع أن البنتاغون يستخدم في اليوم الواحد من البترول ما يزيد على الاستهلاك الاجمالي لـ 175 دولة من اصل 210 في العالم ويولد هذا الاستهلاك حوالي 70 بالمائة من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في هذا البلد .
وواصل أنه وطبقا لمجلة ساينتفك الأميركية فإن سلاح الجو الأميركي يحرق 204 مليار غالون من وقود الطائرات سنوياً ، فيما يبلغ متوسط استهلاك الولايات المتحدة من الوقود العسكري حوالي 144 مليون برميل سنوياً ولا يشمل هذا الرقم الوقود المستخدم من قبل قوات التحالف أو المتعاقدين العسكريين أو الكمية الهائلة من الوقود الأحفوري المحروقة في صناعة الأسلحة.
وأردف أنه وطبقاً لستيف كريتزمان مدير منظمة تغيير الزيت الدولية ، فأن حرب العراق كانت مسؤولة عن 141 مليون طن متري على الأقل من مكافئ ثاني أكسيد الكربون من عام 2003 إلى عام 2007 , وهي أعلى نسبة لثاني أوكسيد الكربون مقارنة ل 60 بالمائة من بلدان العالم الأخرى ، لذا فإن الغزو الأميركي للعراق قد أدى إلى توليد 400 مليون طن متري من ثاني أوكسيد الكربون الملوث للبيئة حتى الآن «.
التاريخ: الجمعة 3-8-2018
رقم العدد: 16753